فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
لم تعد المراكز والمؤسسات الثقافية أمنة وسالمة من أهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال جولته التصعيدية الأخيرة على قطاع غزة، لتقوم طائرات أف 16 بإستهداف مؤسسة المسحال للثقافة والفنون، بعد أن استهدفت قبل أسابيع قليلة قرية الفنون والحرف ومبنى الكتيبة المقرر تحويلها لمكتبة وطنية عامة غرب مدينة غزة.
للمزيد من الصور حول: (الاحتلال الإسرائيلي يدمر مركزاً ثقافياً غرب قطاع غزة)
ويقول مدير عام الفنون بوزارة الثقافة الفلسطينية بغزة ’’عاطف عصفور‘‘ لحرية برس، إن ’’استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدد من المراكز والمؤسسات الثقافية في مدينة غزة والتي كان آخرها قصف مركز سعيد المسحال الثقافي غرب المدينة، ما هو إلا إفلاس صهيوني وفشل سياسي له، حيث أن الاحتلال ينهي جولته التصعيدية الأخيرة على القطاع يوم أمس باستهداف مركز المسحال الثقافي، وهو مركز ليس له أي علاقة كهدف عسكري أو هدف أمني لجيش الاحتلال‘‘.
وأوضح ’’عصفور‘‘ أن الاحتلال الإسرائيلي من خلال إستهدافه للمراكز والمؤسسات الثقافية داخل قطاع غزة، يريد أن يوّصل رسالة للوعي الفلسطيني، بأنه يريد أن يستهدف هذه الفئة التي لها تأثير كبير على رفع المعنويات لدي الشعب، مؤكداً أن ’’جيش الاحتلال بعنجهيته لا يراعي أن هذا الهدف هو هدف ثقافي ومدني والذي يعبّر عن الإبداع الفلسطيني والفني لدى الشباب، وبذلك يريد أن يقتل الإبداع وحلم هؤلاء الشباب المثقفين والمبدعين من خلال إستهدافاته الأخيرة‘‘.
وأكد ’’عصفور‘‘ أن ’’وزارة الثقافة الفلسطينية خلال مؤتمرها الذي عقدته بجانب ركام مبنى مركز المسحال الثقافي، على أنها ستبقى راسخة في الوجدان وترسيخ الجذور الفلسطينية، بالإضافة إلى بذل كل الجهود من الوزارة وجموع المثقفين والأدباء بالعمل على إعادة بناء المركز الثقافي الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، والقيام بالعديد من المبادرات والتبرعات بالتعاون مع كافة المؤسسات العربية والدولية ورجال الأعمال الفلسطينيين لإعادة بناءه من جديد‘‘.
وتعد مؤسسة المسحال الثقافي، من المؤسسات الثقافية الفلسطينية التي تأسست عام 1996 بمدينة غزة، بتمويل خاص من رجل الأعمال الفلسطيني سعيد المسحال، وتعمل المؤسسة على نشر الوعي الثقافي والعِلمي وتقدم نشاطات وخدمات متنوعة للأفراد والجماعات بالتعاون مع المؤسسات العاملة في ذات المجال لتحقيق التنمية المستمرة للمجتمع الفلسطيني في كافة مجالات العلم والثقافة، ومن أهم برامجها برنامج توثيق التاريخ الفلسطيني، كما وتهدف المؤسسة إلى العمل على المُساهمة في نهضة المجتمع الفلسطيني ومساندته.
من جانبه، يقول المواطن ’’أنور حشيشو‘‘ صاحب مغسل سيارات بجوار مبنى المسحال الثقافي في حديثه لحرية برس، إن “الاحتلال الإسرائيلي قام بالإتصال علينا عبر الهاتف، قبل استهداف المبنى بنصف ساعة تقريباً، لنخلي المكان المقابل للمبنى المستهدف، حيث أننا لم نكن نتوقع على الإطلاق بإستهداف مركز المسحال حتى بعد التهديد بالإتصال، حيث أن المكان ثقافي ومدني وليس لها علاقة بمقاومة أو تنظيمات وأحزاب سياسية”.
وأضاف ’’حشيشو‘‘ في حديثه، ’’لم أخذ التهديد على محمل الجد، إلا أنه بعد دقائق قامت طائرات الإستطلاع الإسرائيلية بدون طيار، باستهداف سطح مبنى مركز المسحال الثقافي، ليبدو لي أن أمر الإتصال جدي وليس مزحة، فقمنا بعد ذلك بإخلاء البيت المجاور للمبنى المستهدف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي”.
وبيّن ’’حشيشو‘‘ بأن طائرات الإستطلاع قامت باستهداف المبنى بتسعة صواريخ تحذيرية ليتبعها بعد ذلك قيام طائرات الحربية أف 16 باستهداف المبنى بصواريخ وتحويل مركز المسحال الثقافي إلى ركام وكومةً من الحجارة، إلى جانب إلحاق أضراراً كبيرة ببيته ومغسله الذي يعمل به، إضافة إلى منازل المواطنين المجاورة للمبنى المستهدف غرب مدينة غزة.
يذكر أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال تصعيدها في الأونة الأخيرة على قطاع غزة، قامت بإستهداف مبنى مكتبة الوطنية العامة “الكتيبة” وسط مدينة غزة، حيث إرتقى طفلين إثر ذلك ، إلى جانب استهداف مبنى قرية الفنون والحرف المجاور لمبنى الكتيبة، ليلحقهما استهدف مبنى مركز المسحال الثقافي للعلوم والفنون خلال الجولة التصعيدية الأخيرة مساء يوم الخميس الماضي غرب مدينة غزة، ليحولهم إلى كومة من الحجارة المنتشرة على الأرض وبجوار منازل المواطنين المحيطة بالمباني المستهدفة.
عذراً التعليقات مغلقة