ياسر محمد – حرية برس
يستكمل نظام الأسد وداعموه الروس والإيرانيون، تحشيداتهم العسكرية غرب إدلب لبدء هجوم محتمل من محوري جبلي التركمان والأكراد قبل نهاية آب المقبل، فيما رشحت أنباء عن حشد فصائل المعارضة والفصائل الإسلامية 75 ألف مقاتل في تشكيل جديد يعمل بشكل منسق تحت مسمى قديم جديد، هو “جيش الفتح”، إلا أن المواجهة العسكرية لم تحن بعد، بانتظار ما ستؤول إليه التحركات السياسية التي تبدأ اليوم في “سوتشي” الروسية، وتجمع الدول الضامنة لمسار “أستانا” (تركيا وروسيا وإيران)، حيث سيتم في هذه الجولة بحث مصير إدلب، وتعول المعارضة بشقيها السياسي والعسكري على نجاح الضامن التركي بوقف ما دعته روسيا “الهجوم الكبير” على إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية المحررة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة، إن سيناريو جديداً ستحاول روسيا تسويقه في اجتماع “سوتشي” اليوم، يوازن بين مصالح النظام السوري والدول المنخرطة في مسار “أستانا”، وتضمن الخطة الروسية فتح ممر آمن للنظام بقضم أجزاء من جنوب إدلب وغربها في محاولة لتأمين طريق التجارة إلى الساحل، إضافة إلى قاعدة “حميميم” الروسية التي تتعرض لهجمات بطائرات مسيرة.
وأوضحت مصادر عسكرية لصحيفة “الحياة” أن الخطة تقضي بتقدم قوات النظام نحو السيطرة على كل مدينة جسر الشغور وقرى ريفها الغربي، وصولاً إلى منطقة سهل الغاب، ومعسكر “جورين” القاعدة العسكرية الأبرز في ريف حماة الغربي. ورجحت أن تتجه قوات النظام إلى فصل ريف إدلب الغربي ومناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية.
المحلل العسكري العميد أحمد رحال استشعر الخطر القادم من الخاصرة الغربية لإدلب، فوجه رسالة “إلى كل قادة فصائل الشمال”، قال فيها: “إلى كل قادة فصائل الشمال: انتبهوا لما تبقى من جبهة الساحل بجبلي الأكراد والتركمان… لا تغب عيونكم عنها فقد تكون بوابة اختراق الشمال المحرر”.
ورأى العميد رحال أن “حجم تحشدات ميليشيات النظام وإيران وحزب الله وتحضيرات الروس التي تحيط وتتحضر للانقضاض على الشمال المحرر أكبر بكثير من حجم استعدادات الفصائل”، متسائلاً: “هل هي ثقة زائدة أم اتكال على الضامن التركي؟”.
إلا أن مصادر في المعارضة المسلحة أكدت استعداد وحشد عشرات الآلاف من المقاتلين للدفاع عن إدلب، وقال مصدر عسكري ثوري لوكالة الأنباء الألمانية: “توحدت فصائل المعارضة وأبرزها (جبهة تحرير سوريا) و(هيئة تحرير الشام) و(الجبهة الوطنية) و(جيش الإسلام) و(جيش إدلب الحر)، لتشكيل جيش جديد أطلق عليه اسم (جيش الفتح)، ويزيد عدد مقاتليه عن أكثر من 75 ألفا، بهدف التصدي لقوات النظام التي بدأت تحتشد باتجاه المنطقة من محاور ريف حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الغربي وريف اللاذقية، وتم تحديد مهام كل جبهة من تلك الجبهات”.
وفي موازاة الاستعدادات العسكرية، تقود تركيا جهوداً سياسية للدفاع عن إدلب وتجنيبها مصير حلب ودرعا، حيث نقلت وسائل إعلام تركية أمس، عن الرئيس التركي أردوغان قوله إن “الهجمات على إدلب لن تكون مقبولة، وكما تعلمون أسسنا 12 نقطة مراقبة عسكرية حول إدلب”، لافتاً إلى أن أي عملية عسكرية تطاول المدينة على غرار تلك التي استهدفت حلب “ستشكل مشكلات جوهرية للجميع”. واعتبر أن العملية التي طاولت محافظة درعا، إحدى مناطق “خفض التصعيد” كانت إشكالية، كحال منطقة تل رفعت التي سيطرت عليها قوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي.
وفي سياق متصل، وفيما يبدو التفافاً على تفرد “روسيا وإيران” بالملف السوري، دعا أردوغان إلى قمة رباعية تحتضنها إسطنبول في السابع من أيلول، تضم روسيا وألمانيا وفرنسا إلى جانب تركيا، لبحث الملف السوري برمته بعيداً عن إيران، ولكن السؤال الملح: هل ستستطيع تركيا تأخير معركة إدلب إلى ذلك الحين؟.
عذراً التعليقات مغلقة