في حلب الشرقية.. عمال النظافة يطالبون برشاوى لإزالة القمامة

فريق التحرير16 يوليو 2018آخر تحديث :
(تعبيرية)

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

أصبح سكان مدينة حلب يعيشون حالة من الاستغلال المادي من قبل الجميع دون استثناء، حتى أن عمال النظافة باتوا يعملون على طلب أتاوات من المدنيين لإزالة القمامة والأوساخ من الشوارع الرئيسية والفرعية، حيث يشتكي العديد من سكان مدينة حلب من تراكم القمامة والأوساخ بشكل كبير في الأحياء التي يقطنونها، خصوصاً أحياء حلب الشرقية والتي مازالت تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، فقد عمد عمال النظافة إلى طلب المال من المدنيين من أجل إزالة القمامة المنتشرة في الشوارع الفرعية، فما كان من المدنيين إلا الرفض وعدم دفع المال، الأمر الذي جعل عمال النظافة يتركون القمامة منتشرة في شوارع تلك الأحياء والحارات، والتي مازالت تفتقر لأدنى متطلبات العيش.

وخلال الأيام القليلة الماضية تراكمت القمامة والأوساخ بشكل كبير في العديد من شوارع أحياء حلب الشرقية ولكن دون جدوى، حتى أن بعض المدنيين قدموا شكاوى لمجلس بلدية مدينة حلب التابع لنظام الأسد، ولكن لم يتلقوا أي رد من مسؤولي المجلس، حتى أن بعض موظفي المجلس البلدي طلبوا من المدنيين التساهل مع عمال النظافة والتعامل معهم بشكل جيد، وبحسب ما ذكر عبد الرحمن (اسم مستعار) في حديثه لحرية برس “خلال ذهابنا إلى القصري البلدي المسؤول عن بلديات أحياء حلب تم تركنا ننتظر أكثر من ثلاثة ساعات لنرى أحد المسؤولين ونقدم لهم شكوى، وكنا عدة أشخاص اجتمعنا من أحياء القاطرجي والنيرب وطريق الباب، وبعد الانتظار الطويل أتى أحد الموظفين وقال لنا “خير شو لازمكم” فقدمنا الشكوى عن إهمال عمال النظافة وترك القمامة والأوساخ وذكرنا أنهم يطلبون مقابل مادي من أجل إزالتها، فرد علينا هذا الموظف بالقول “لازم تكونوا مستاهلين مع عمال النظافة، لأنهم يقومون بجمع القمامة والأوساخ التي ترمونها، وإذا قدمتم بعض المال فهذا لن يضر بصحتكم، وتركنا وهو يضحك على دليل أن كلامه عن الصحة كان مجرد استهزاء”.

ويتخوف غالبية كبيرة من المدنيين في المناطق المهمشة في مدينة حلب من انتشار الأمراض الجلدية والأوبئة بسبب وجود وتراكم القمامة ويرون أنها ستكون له آثار سلبية بشكل كبير، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي تجاوزت الثلاثة وثلاثين درجة مئوية، الأمر الذي يدفع لتفشي الأمراض الجلدية وانتشار الحشرات نتيجة تراكم القمامة والأوساخ، حتى أن معدل الإصابة بما يعرف حبة حلب أو اللشمانيا انتشر بشكل كبير وملحوظ في مدينة حلب، إذ أن من بين كل عشرة مدنيين هناك ثلاثة أشخاص مصابون بها، وهو معدل مرتفع جداً بالنسبة للسابق.

فيما يبقى إهمال علاج حبة حلب والقيام بحملة لرش المبيدات الحشرية ضعيفاً جداً، إذ تقتصر حملات رش المبيدات الحشرية على أحياء و إهمال الأحياء المهمشة في حلب الشرقية، بينما تقوم بلديات أحياء حلب الغربية بحملات مكثفة لرش المبيدات الحشرية، وقيام عمال النظافة بإزالة القمامة والأوساخ بشكل يومي، على عكس الأحياء الشرقية للمدينة والتي يتم فرض عقوبات عليها بسبب وجود كتائب الثوار خلال سنوات الثورة السورية.

حتى أن معظم مكبات القمامة الحديدية امتلأت، والقمامة منتشرة بكثافة بجوانب المكبات ولكن لم يستطع أهالي الأحياء الشرقية المهمشة في مدينة حلب، القيام بأي عمل أو إجراء خاصة أن رؤساء بلديات الأحياء الشرقية لم يقدموا شيئا إلا الوعود والتسويف الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة المدنيين في مدينة حلب.

ومع هذا الواقع الخدمي والمعيشي الصعب جدا على مدنيي الأحياء الشرقية المهمشة أصبحت الحياة مملة بالنسبة للكثيرين حتى أنهم يحاولون هجر منازلهم والذهاب إلى مناطق أخرى، ولكن الظروف المعيشية والغلاء جعلتهم رهائن للواقع الخدمي والمعيشي السيء، ونظراً لغرابة الأمر لدى المدنيين بسبب طلب عمال النظافة مبالغ مالية مقابل إزالة القمامة والأوساخ فقد لاقى هذا الأمر غضب واستياء المدنيين الذين يعيشون ظروف معيشية وخدمية صعبة في الأحياء الشرقية المهمشة، وقال رامي (اسم مستعار) وهو أحد سكان حي الجزماتي لحرية برس “مرت سيارة نظافة تابعة لمجلس بلدية الحي ولكنها لم تقم بإزالة القمامة والأوساخ حتى أن جانب المكب كان يوجد الكثير من القمامة وعندما سألنا عن السبب جاوبنا السائق لازم كل بيت بهذه الحارة يدفع 2000 ليرة سورية مشان نشيل هي الزبالة، وإذا ما دفعتوا رح نتركها”، وأضاف رامي لحرية برس “عندما سمع السائق بأننا سنقوم بتقديم شكوى على عمال بلدية الحي، قال لنا “اعملوا يلي بتحسنوا عليه ما حدا راح يرد عليكم”.

ولم تفلح الشكاوى التي قدمها مدنيي الأحياء الشرقية المهمشة والتي تتعرض لأقسى عقاب يمر على تاريخ مدينة حلب، حيث يتكرر ذات السيناريو ففي أحداث ثورة الثمانينيات في عهد حافظ الأسد تعرضت مدينة حلب للعقاب ولحرمان الكثير من المناطق من الخدمات بالإضافة لقطع المياه والكهرباء وعدم إعطاء المدنيين مستحقاتهم الغذائية التي كانت توزع في المؤسسات الاستهلاكية.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل