غياث الجبل – السويداء – حرية برس:
أصدرت “مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز” في السويداء يوم الثلائاء، بياناً حرّمت فيه بيع وشراء المسروقات “التعفيش” من محافظة درعا، كما أصدر أهالي السويداء أيضاً بياناً أعلنوا فيه رفضهم لما وصفوها بعمليات “السرقة والنهب”.
وجاء في بيان “مشيخة العقل” بأن شكاوي كثيرة قد وصلت إلى مشيخة العقل عن قيام “ضعاف النفوس بالاستلاء على ممتلكات الغير بالباطل والاتجار بها” مؤكدين بأن “هذه الممارسات منافية للدين وخارجة عن القيم والأخلاق المعروفية الأصيلة”.
كما حرّمت مشيخة العقل “تناول وبيع أو شراء أو الإتجار بهذه البضائع المسروقة تحريماً مطلقاً”، وطالب البيان ما وصفه “بالجهات الرسمية”، بعدم السماح بمرور هذه البضائع أو إنشاء مراكز أو أسواق لها في المنطقة”.
من جهة أخرى وقع المئات من أهالي السويداء بياناً نشر يوم الثلاثاء، على فيسبوك، أكدّوا فيه “رفضهم القاطع لعمليات السرقة والنهب لبيوت أهلنا في درعا والتجارة بها”، وأشار البيان أن من يقوم بهذا الفعل هم “عناصر لا ينتمو إلى أي فئة من البشر “، كما “ان هذه التصرفات القذرة الدخيلة ليست من عاداتنا وتقاليدنا المعروفة”، وأكد البيان أن كرامة أهالي السويداء من كرامة أهالي محافظة درعا.
وفي ذات السياق أفادت مصادر محلية لـ”حرية برس” أن عدداً من أهالي السويداء أحرقوا ليلة أمس سيارة محملة بالمسروقات بالقرب من “دوار الشعلة” في المدينة، كما قام أهالي ومشيخة بلدة “عرمان” جنوبي السويداء، بإرجاع سيارات تحمل مسروقات من محافظة درعا، والتي كانت مقررة أن تباع في البلدة.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إغلاق أهالي البلدة لإحدى المحلات التجارية فيها، بعد أن حاول صاحبها الإتجار بالمسروقات، وقالت مصادر محلية شمالي السويداء بأن أهالي بلدة “خلخلة” يحاربون ظاهرة “التعفيش” منذ اليوم الأول، إذ قاموا بمنع مرور السيارات المحمّلة بالمسروقات من شوارع البلدة، كما أن الأهالي يقاطعون البضائع المسروقة.
كما هدد أهالي بلدتي “وقنوات، وملح”شمالي وجنوبي المحافظة كل من يحاول التجارة بالمسروقات في البلدة، وتوعدوا بإحراق أي سيارة محملة بالمسروقات تحاول المرور من البلدة بمن فيها.
والجدير بالذكر أن أهالي السويداء أطلقوا حملة لمقاطعة البضائع المسروقة قبل أيام، وأطلقوا هاشتاغ “#ما_رح_اشتريه_صاحبه_عم_يبكي_عليه”، كما أن بيان “مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز” هو الأول في تحريم شراء وبيع المسروقات “المعفشة” من المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد وتقوم بتعفيشها.
وتعتبر مليشيات “قوات النمر” بقيادة العميد سهيل الحسن، المسؤولة الأولى عن عمليات التعفيش في مختلف مناطق درعا التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، وعن نقل المسروقات إلى السويداء. في حين تتقاسم مليشيات موالية للنظام، بعضها محلي، عمليات نقل المُعفّشات بين درعا والسويداء، وبيعها وحماية الأسواق المخصصة للاتجار بها.
وتمكنت قوات الأسد والمليشيات الإيرانية مدعومة بطائرات العدوان الروسي خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها على المناطق المحررة جنوب سوريا، من السيطرة على عدد من مدن والبلدات شرقي درعا خلال الأيام الماضية، كما خلفت الحملة العسكرية أكثر من 311 شهيداً في عموم المحافظة بينهم 218 شهيداً مدنياً بينهم نساء وأطفال، وشهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة جراء المعارك.
وراجت بشكل كبير عمليات السرقة و”التعفيش” من جانب قوات الأسد ومليشياته، ليتم نقل المسروقات إلى السويداء ومن ثم بيعها وحماية الأسواق المخصصة للاتجار بها، وأكد ذلك تسجيلات مصورة نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عذراً التعليقات مغلقة