حرية برس:
طالبت السلطات اللبنانية، اليوم الثلاثاء، بخروج اللاجئين السوريين من 4 مخيمات في منطقة عرسال شرقي لبنان على الحدود مع سوريا.
وجاء طلب السلطات اللبنانية بإخلاء المخيمات في عرسال تنفيذاً لقرار وزير الداخلية اللبناني ’’نهاد المشنوق‘‘.
وتضم المخيمات الأربعية نحو 600 عائلة سورية لاجئة، فيما سيتم إزالتها نهائياً، وذلك لأن الغرف فيها مبنية من الإسمنت وليست خياماً مؤقتة.
وأمهلت وزارة الداخلية اللبنانية اللاجئين السوريين في عرسال عشرة أيام فقط لإخلاء 4 مخيماتهم والخروج منها.
فيما أن وزير الداخلية والبلديات ’’نهاد المشنوق‘‘، قد طلب من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ’’عماد عثمان‘‘ وقف العمل بالمذكرة الصادرة عنه قبل ثلاثة أشهر، بطلب من الجيش اللبناني، والتي نصّت على إخلاء 4 مخيمات للنازحين السوريين في عرسال، تضم غرفاً مبنية بالباطون وبعضها سقوفها من “التوتياء”، بعد توارد أنباء عن البدء في تنفيذ المذكرة اليوم.
وطلب ’’المشنوق‘‘ تأجيل التنفيذ، بالتشاور مع رئيس الحكومة ’’سعد الحريري‘‘ ووزير الدولة لشؤون النازحين ’’معين المرعبي‘‘ ورئيس بلدية عرسال ’’باسل الحجيري‘‘، إلى حين إيجاد البديل المناسب لنحو 2000 لاجئ يسكنون في هذه المخيمات، مع العلم أنّه سبق للأجهزة الأمنية أن قامت بجردة لسكّانها، فرداً فرداً، فتبيّن أنّه ليس هناك من خطر أمني محتمل من قبلهم.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع مغادرة 400 لاجئ سوري قبل أيام ضمن 3 آلاف آخرين سجلوا أسماءهم لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بلدة عرسال الحدودية باتجاه القلمون الغربي في سوريا، بإشراف قوى الأمن اللبنانية ونظام الأسد.
ومنحت المفوضية اللاجئين السوريين كافة المستندات المطلوبة لتسهيل مغادرتهم الأراضي اللبنانية.
وأشارت تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن نحو 12 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا خلال عام 2017، من نحو مليون لاجئ سوري نزحوا بسبب الحرب في سوريا.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين في عرسال خلال السنوات الماضية حوالي 100 ألف لاجئ، بقي منهم حتى الآن 50 ألفا.
وفي أغسطس 2017، غادر نحو 3 آلاف لاجئ سوري بلدة عرسال، على إثر اشتباكات اندلعت بين الجيش اللبناني والمسلحين.
وأثارت عودة اللاجئين السوريين خلافًا بين الخارجية اللبنانية ومفوضية اللاجئين، إذ اتهم وزير الخارجية اللبناني ’’جبران باسيل‘‘ موظفي المفوضية بتخويف اللاجئين من العودة إلى بلدهم.
وكرر المسؤولون اللبنانييون في الأشهر الأخيرة، بينهم رئيس الجمهورية والحكومة، مطالبين المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بتأمين عودة اللاجئين السوريين، إلا أن ’’باسيل‘‘ هو الوحيد الذي صعّد من خطابه تجاه المنظمة واستدعى ممثليها لاجتماعات عدة.
وبرز التوتر بين الخارجية اللبنانية ومفوضية الأمم المتحدة في نيسان/أبريل الماضي، حين أعلنت المفوضية عدم مشاركتها في عملية غادر بموجبها 500 لاجئ إلى سوريا، محذرةً من “الوضع الإنساني والأمني”، فيما ردّت وزارة الخارجية اللبنانية معتبرة أن ذلك يدفعها إلى “إعادة تقييم” عمل المفوضية.
وحذرت منظمات دولية من اجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، في وقت تضع الحكومة اللبنانية هذه المسألة على قائمة أولوياتها.
ويقدر لبنان راهناً وجود نحو مليون ونصف لاجئ سوري فروا منذ عام 2011 من مناطقهم، فيما يعانون من ظروف إنسانية صعبة للغاية، بينما تتحدث المفوضية عن أقل مليون لاجئ مسجل لديها.
عذراً التعليقات مغلقة