درعا.. النار الباردة قد تحرق أحياناً

عبيدة العمر22 يونيو 2018آخر تحديث :
درعا.. النار الباردة قد تحرق أحياناً

كان لا بدّ من إشعال جبهة الجنوب السوري من قبل نظام الأسد وهي آخر جبهة قريبة من العاصمة دمشق تشهد تواجداً لفصائل المعارضة المسلحة، فدرعا وريفها وريف القنيطرة تعتبر من المناطق التي يفصل بينها وبين النظام الخط الأحمر الأمريكي الإسرائيلي، والذي لم يتجرأ النظام على اجتيازه لمدة تجاوزت العام والنصف سابقاً، لكن ماذا حدث حتى يشن النظام حرباً فجائية على المعارضة في جنوب سوريا ضارباً بالتهديدات الأمريكية عرض الحائط؟!.

رغبة روسية إيرانية مشتركة بالسيطرة على درعا وريفها عبر نظام الأسد وكيلهم في سوريا، حيث حاول الروس جاهداً إقناع كيان الاحتلال الاسرائيلي بأن الأسد خير من يحمي حدود الأراضي المحتلة من جهة الشمالي، ولكن بحسب مواقع “اسرائيلية” فإن الفاتورة التي طلبها كيان الاحتلال من موسكو لقاء السماح للأسد بالسيطرة على مواقع المعارضة كانت كبيرة، وتضمنت طرد الميليشيات الإيرانية من الجنوب ومن الجيش السوري، إيقاف صفقة صواريخ إس300 الروسية إلى نظام الأسد، ضمان عدم حدوث أي استهداف للأراضي الإسرائيلية، وأخيراً فمن حق “اسرائيل” استهداف أي موكب عسكري يقترب من حدودها أياً كان.

شروط وجدتها موسكو مجحفة بحقها، فقبلت بإخراج إيران ولكن كيان الاحتلال لم يقبل، ما دفع موسكو لدعم حملة النظام الشرسة على درعا والتي بدأت قبل أيام، حيث القصف الصاروخي العشوائي والعناصر الروس يشاركون في المعارك ك “قناصة” ويزودون نظام الأسد بإحداثيات لمواقع المعارضة هناك، وبالتالي فالحرب الباردة بين كيان الاحتلال الاسرائيلي ونظام الأسد قد تشتعل في أي وقت.

تصعيد الأسد في الجنوب قابلته فصائل المعارضة هناك وأعلنت توحدها ضمن غرفة عمليات واحدة ما يصعب مهمة النظام بالسيطرة على مواقع جديدة في ريف درعا، فآلاف العناصر المنضوين تحت غرفة العمليات المركزية والمدججين بالسلاح سيكونون بالمرصاد لمحاولات ميليشيات إيران التقدم، خاصة أن هناك معلومات غير مؤكدة حتى الآن عن وصول تعزيزات عسكرية ثقيلة للمعارضة في درعا عبر الأردن يعتقد أن مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية في خطوة قد تشهد تبعات كبيرة على الأرض في حال ثبتت صحتها.

فالروس الذين نصبوا نفسهم وصياً على القضية السورية سيردون بالمثل على دعم أمريكا للمعارضة، وقد نرى المدافع الروسية تقصف درعا علناً هذه المرة، ويبقى كيان الاحتلال ينتظر الفرصة لشن الهجمات التي تستهدف حزب الله وإيران في محيط العاصمة دمشق، وهذا التصعيد إن حدث ربما سيكون الأخير من جانب النظام حيث سبق وهددت الولايات المتحدة نظام الأسد من أي تصعيد جنوب سوريا وبالتالي لن يمر قصف الأسد لدرعا مرور الكرام.

من ناحية ثانية تجددت الغارات التي تستهدف مواقع نظام الأسد في دير الزور ومناطق شرق سوريا دون أن تعرف هوية الطيران الذي قام بالقصف، مواقع قريبة من نظام الأسد قالت أن التحالف هو من قصف كتيبة المدفعية للنظام في محيط منطقة التنف التي تسيطر عليها فصائل معارضة مدعومة من التحالف الدولي قبل أيام، ولكن من دمر كتيبة العليانية التابعة للنظام في شرق سوريا أمس؟.

تشير معلومات سربتها وكالة آكي الإيطالية إلى أن عناصر المعارضة بدعم جوي أمريكي دمروا الكتيبة وقتلوا كل عناصر النظام فيها، وهي رسالة واضحة للروس مفادها أن خفض التصعيد يرفع، وأن الهجوم على درعا حتى وإن تقدم النظام قليلاً سيردّ، وقد تشهد درعا رسم حدود حمراء لن يسمح لأحد بتجاوزها والحكم سيكون هو الطيران “الإسرائيلي” والذي يلعب الآن دور الجمهور.

تسبب قصف النظام على درعا بنزوح الآلاف خلال اليومين الماضيين، وهو أمر يشكل ضغطاً كبيراً على فصائل المعارضة لبذل كل ما تستطيع فليس هناك مجال لدخول الأردن، والأمر محصور بين النصر والباص الأخضر فقط.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل