أعلن رئيس الحكومة الايطالية “جوزيبي كونتي” والرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” اليوم الجمعة، تأييدهما إقامة مراكز أوروبية في دول انطلاق المهاجرين باتجاه القارة التي تهزّها أزمة الهجرة وتقسّم حكوماتها وقد تؤدي الى سقوط المستشارة الالمانية “أنغيلا ميركل” التي عبّر ماكرون عن دعمه لها.
والتقى “كونتي، وماكرون” في قصر الإليزيه بعد أسبوع من التوتر بين باريس وروما، الحليفين التقليديين والعضوين المؤسسين في الاتحاد الاوروبي، حول سفينة “أكواريوس” التي تقلّ أكثر من 600 مهاجر غير شرعي والمتوجهة حالياً إلى اسبانيا بعد أن رفضت ايطاليا ومالطا السماح لها بالرسو.
وصرّح “كونتي” في مؤتمر صحافي مشترك مع “ماكرون” قائلاً “يجب أن نقيم مراكز أوروبية في دول انطلاق المهاجرين قبل أن يشرعوا في عبور البحر المتوسط”، وقال “حان الوقت لطي الصفحة” في مسألة الهجرة داعياً الى إقامة “مراكز أوروبية في دول الانطلاق لتسريع عمليات طلب اللجوء”، مضيفاً “يجب منع رحلات الموت”.
من جهته عبر “ماكرون” عن رغبته في أن تقوم بهذه “المهام وكالاتنا المكلفة قضايا اللجوء في الجانب الآخر من ضفة المتوسط”، وقال “الردّ الصحيح يكون أوروبياً لكن الردّ الأوروبي الحالي ليس مناسباً والتضامن الأوروبي الحالي، خصوصاً في السنوات الأخيرة مع ايطاليا، لم يكن موجوداً.
الرئيس الفرنسي الذي وجه مؤخراً انتقاداً قاسياً الى روما مندداً بـ”سلوك معيب وغير مسؤول من قبل الحكومة الايطالية” بعد رفضها استقبال سفينة “أكواريوس” التي تقل أكثر من 600 مهاجر، شدد على ضرورة “اعادة صياغة النظام الذي يسمّى دبلن”.
ويفرض نظام دبلن على الدولة التي يتسجل فيها طالب لجوء للمرة الأولى، أن تتابعه حتى النهاية ما يؤدي الى تحمل دول الدخول في جنوب القارة العبء الأكبر من ضغوط المهاجرين.
ومن واشنطن، كرر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الجمعة دعمه لـ”كونتي” الذي التقاه للمرة الأولى خلال قمة مجموعة السبع الأسبوع الماضي، مشيداً بسياسته “المتشددة جدا ازاء الهجرة”.
وقال “ترامب” في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” في حدائق البيت الابيض “أن الرئيس الجديد للحكومة الايطالية رائع، سنحت لي فرصة لقائه وهو متشدد جداً بشأن الهجرة مثلي، يبدو ان الرابحين اليوم هم الذين يتشددون بشأن الهجرة”.
مستقبل المستشارة الألمانية “ميركل” على المحك
وفي ألمانيا، قد تؤدي الأزمة السياسية التي تمرّ بها الحكومة إلى سقوط المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” ابتداء من الإثنين في حال تخلى عنها حلفاؤها.
وعبّر “ماكرون” الجمعة عن دعمه لـ”ميركل” قائلاً “ايطاليا لديها رئيس حكومة، فرنسا لديها رئيس دولة، وألمانيا لديها أيضا رئيسة حكومة، اذا اتفقت الدول على قرار ما، يعني أن هذا يحدث على هذا المستوى لأنهم مسؤولون أمام شعوبهم وبرلماناتهم”.
ويريد وزير الداخلية “هورست سيهوفر” زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري المكوّن الاساسي في الائتلاف الحكومي الهشّ، ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى المانيا حتى وإن كانوا مسجلين في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي، وترفض “ميركل” هذا الإجراء الأحادي وتدعو للتوصل الى حلّ على المستوى الأوروبي.
ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد المسيحي الاجتماعي الاثنين قراراً بشأن ما اذا كان الوزير سيفرض هذا الاجراء عبر مرسوم، ما قد يؤدي الى إقالته وحتى سقوط حكومة ميركل، التي تحكم ألمانيا منذ 2005 وتدفع سياسياً ثمن قرارها استقبال أكثر من مليون مهاجر عام 2015.
وقد وجهت انتقادات كثيرة الى هذا القرار الذي سمح لليمين المتطرف بتحقيق تقدم وعزز عدائية جزء من الشعب الألماني تجاه المهاجرين، حيث أظهر استطلاع للرأي نُشر الجمعة أن قرابة 90% من الألمان يريدون تسريع عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
انقسام في الاتحاد الاوروبي
تريد دول عديدة تعزيز حماية أوروبا الخارجية، فقد قال “ماتيو سالفيني” وزير داخلية ايطاليا “تشاركت مع الألمان والنمسويين فكرة جوهرية هي الدفاع بالرجال والمال عن الحدود الخارجية، أي البحر المتوسط”.
وقد أعلن المستشار النمسوي “سيباستيان كورتز” ووزير الداخلية الألماني ونظيره الايطالي عزمهم على تشكيل “محور” ثلاثي للتصدي للهجرة غير الشرعية، وما يزيد الانقسام الأوروبي، معارضة دول مجموعة فيجغراد “المجر، وسلوفاكيا، وبولندا، وجمهورية تشيكيا” لأي فكرة حصص تقسيم المهاجرين بين الدول الاوروبية.
Sorry Comments are closed