على غرار ما كان يحدث في الرقة ودير الزور، بث تنظيم داعش مقاطع فيديو تظهر قيام قيامه بإعدام عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام يلبسون الزي البرتقالي، حيث تم قطع رؤوس العناصر الثلاثة، كذلك أظهر مقطع آخر قيام عناصر داعش باستهداف مقر لهيئة تحرير الشام بعربة مفخخة في محيط مدينة إدلب قبل يومين في رسالة واضحة المضمون مفادها أن استعدوا.
داعش الذي استعاد عافيته في ريف دير الزور وسيطر على مناطق جديدة يبدوا أنه في طريقه إلى محافظة إدلب عبر إعلانه انطلاق “ولاية إدلب”، وهذا تهديد صريح وعلني يتحدى به فصائل المعارضة الموجودة في المحافظة، وبالتالي فإن عمليات التفجير والقتل التي تسيطر على المحافظة ما هي إلا رسائل بسيطة مقارنة مع عمليات التفجير الكبيرة التي من المتوقع أن يقوم بها التنظيم في المحافظة في حال لم تكن له فصائل المعارضة بالمرصاد.
يقدم الظهور العلني لعناصر داعش في إدلب خدمة كبيرة لروسيا والنظام، فالمحافظة التي تدخل ضمن اتفاق خفض التصعيد سيكون من السهل على الروس الانسحاب من الاتفاق والسبب أن قتال تنظيم داعش ليس بحاجة لاتفاق مع أحد، ما يمهد الطريق أمام الروس والنظام لخرق اتفاق أستانة وشن عمليات برية وجوية على الأرض والسيطرة على مناطق جديدة في إدلب، وربما يكسب الروس فرصة كبيرة بإعادة علاقتها مع إيران على الأرض إلى مسارها الصحيح عبر الدفع بالميليشيات الإيرانية لخوض معارك السيطرة على إدلب، وهو أمر سترحب به تلك الميليشيات كون طريقها يمر من الفوعة وكفريا.
من جانبهم عناصر داعش والذين باتوا يشنون هجمات بسيارات مفخخة على مقرات الفصائل والأسواق العامة، يبدو أنهم يستعدون لمعارك أكبر قد يشهدها ريف إدلب الشمالي، حيث كانت هيئة تحرير الشام قد داهمت مقراً لهم في محيط مدينة سلقين قبل أيام ما أثار حفيظة التنظيم ودفعه للانتقام من عناصر الهيئة.
دولياً قد يكون للأمر تبعات خطيرة، فظهور داعش في إدلب يفتح الطريق أمام عودة غارات التحالف الدولي والتي توقفت منذ فترة طويلة، وهو أمر بكل تأكيد سيكون بمصلحة النظام لأن أي غارات فوق إدلب يجب أن تكون بالتنسيق مع روسيا وتركيا، وغالباً ما سيقوم الروس بتحديد بنك الغارات ضد داعش، والجميع يعرف ما فعله التحالف الدولي بمدينة الرقة حيث دمر المدينة بشكل شبه كامل.
على الأرض تبدو فرص التنظيم بالنمو كبيرة خاصة في ظل خلاف الفصائل وحربها ضد بعضها، وهي أمور استغلها التنظيم لمصلحته، حيث اغتنم قتال الفصائل وترك بعض العناصر العمل معها ليقوم بتدويرهم ضمن صفوفه عبر اغرائهم بالمال والجاه، كما جذب التنظيم العناصر المنشقة عن هيئة تحرير الشام والذين لديهم فكر القاعدة واحتجوا على تصرفات الهيئة الموالية للعلمانية مثل التحالف مع تركيا.
كذلك يجدر الحديث عن عناصر داعش الذين قد يكون التنظيم زرعهم في صفوف المهجرين الذين قدموا إلى إدلب من دمشق وريفها ومناطق أخرى، فهؤلاء أصبح لديهم بيئة عمل مناسبة ومناطق جبلية ممتازة لتنفيذ التفجيرات والاغتيالات التي كان قادة الفصائل والمدنيين ضحية لها.
Sorry Comments are closed