صحتك في رمضان: الحامل والمرضع وخيارات الصوم في رمضان

غادة حمدون10 يونيو 2018آخر تحديث :
غادة حمدون

ما هي الأسئلة المهمة وهل للصوم تأثير سلبي على صحة الأم أو الجنين أو الطفل الرضيع؟

هل ينعكس الصيام على نوعية وكمية الحليب؟

سنستعرض اليوم أهم الإرشادات والنصائح للحامل والمرضع:

في غرفة الانتظار عند الطبيبة النسائية قابلتهما نهلة وراما، كغيرهما من النساء المسلمات تستعدان لشهر الصيام بكل ما تملكان من حب وإيمان، حب لإتمام صيام فرضه الله على كل مسلم وتدركان أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإيمان بأنهما ستحصلان على أجر كبير كيف لا وفي الجنة باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، ولكنهما تفاجأتا أن الطبيبة نصحتهما بعدم الصيام، فنهلة حامل في أشهرها الأولى والقيء مستمر معها، وأما راما فطفلها الرضيع لم يتم الشهرين وغذاؤه الرئيسي حليب أمه بالكاد يكفيه…

(لا نريد أن نصوم وحدنا): قالتاها معا وتكاد عيناهما تذرفان الدموع، لم أستغرب من ذلك فالحال واحد، وتابعت نهلة عمري 22 سنة وجسمي قوي هل من المعقول أن أفطر رمضان؟

طبعا هذا هو الصراع الدائم لكل حامل ومرضع بين حب الصيام ومشاركته مع الناس وبين صحتهما التي هي أمانة أودعها الله عندهما.

شعيرة الصوم هي من أركان الاسلام الخمس ولكن الحامل والمرضع قد يستثنين من هذه الشعيرة العظيمة في حال الخوف على صحتهما أو صحة الجنين أو الرضيع.

أولاً: الحامل في رمضان

عموماً يمكنها الصوم إن لم تكن تعاني من مشاكل في الحمول السابقة ولكن بعد مراجعة الطبيب المختص.

الحالات التي تمنع فيها الحامل من الصيام:

  • إذا كانت تعاني من السكر الحملي.
  • إذا كانت تتناول أدوية التخثر وتعاني من أمراض قلبية فالصيام قد يسبب لها احتشاء فغالباً ترتفع لزوجة الدم ويصبح الصوم خطراً على حياتها.
  • إذا كانت تعاني من التسمم الحملي.
  • الإقياء المستمر (4_5) مرات يومياً.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • فقر الدم (الأنيميا).
  • الصداع أو الحمى.
  • بطئ في حركة الجنين وتوقف الركل.
  • حدوث آلام مشابهة لآلام الطلق.
  • الدوخة والإغماء.
  • التعب الشديد وعدم التركيز.

أهم النصائح للحامل في رمضان :

  • مراجعة الطبيب (ة) المختص قبل رمضان لوصف الفيتامينات التي يحتاجها جسمها حتى لا يتم حرمانها من أي عنصر غذائي هام خلال الصيام.
  • إذا شعرت بإرهاق وتعب شديد أو بطئ في حركة الجنين عليها الافطار فوراً وتناول مشروب يحوي على الملح والسكر أو أي عصير مرطب ومراجعة الطبيب(ة) المختص مباشرة.
  • تناول كميات كافية من الماء والسعرات الحرارية.
  • الغذاء المتوازن له دور كبير في صحة الأم والجنين وعامل مهم لولادة سهلة ولطفل سليم معافى يتمتع بصحة جيدة وأقل تعرض للإصابة بالأمراض المزمنة.
  • توزيع وجباتها على ثلاثة وجبات (فطور _ وجبة متوسطة _ سحور) وأن تحتوي على أهم العناصر الغذائية الخمس (لحم، خضار، فواكه، ألبان، نشويات)، والتركيز على الأغذية الغنية بالألياف لمنع الإمساك.
  • تناول 3_4 أكواب من الحليب ومشتقاته خلال فترة الإفطار لتوفير عنصر الكالسيوم اللازم لبناء العظام.
  • استهلاك الحبوب بشكلها الكامل لاحتوائها على فيتامين (ب) والمعادن الضرورية لصحة الجنين.
  • عدم الإكثار من الدسم لأنه يسبب عسر الهضم.
  • المشي في الشهور الأخيرة بعد الإفطار بساعة ونصف فهو يقلل الإمساك.
  • إذا صادف الصيام في شهر الصيف فقد تتعرض الحامل إلى الجفاف بسبب قلة السوائل مما يؤدي إلى الطلق والولادة المبكرة.
  • إذا أصبح لون البول أسود داكن ذو رائحة قوية فهذا دليل على الجفاف وتصبح بذلك أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية أو أي مضاعفات أخرى.
  • أثبتت بعض الدراسات ظهور آثار سلبية طفيفة على صحة المولود الذي اختارت أمه الصوم خلال فترة الحمل وقد يؤثر ذلك على ذكاء الطفل أو قدراته الأكاديمية.

ثانياً: الأم المرضع في رمضان:

  • حليب الأم يتكون من بروتينات ودهون وكالسيوم وسكر اللاكتوز وهذا لا يأتي من الغذاء الذي تتناوله الأم مباشرة وإنما من مخازن المواد الغذائية في جسمها.
  • إذا كانت صحتها جيدة قبل رمضان وتحرص على تناول نظام غذائي متوازن عند الفطور والسحور بحيث يضمن لها نسبة مغذيات في حليبها فلا مانع من صومها.
  • كمية الحليب تعتمد على كمية السوائل التي تشربها لذا تنصح بالإكثار من السوائل الطبيعية وشرب الماء بكثرة (6_8) أكواب.
  • الابتعاد عن المنبهات لإنها تثبط إدرار الحليب وتعمل على تهيج الطفل.
  • التقليل من المجهود العضلي في النهار للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السوائل والسعرات الحرارية.
  • تجنب الأطعمة التي تسبب الانتفاخ.
  • إذا شعرت بالإعياء والتعب الشديد وزغللة في العينين عليها الافطار مباشرة ومراجعة الطبيب (ة) المختص.

…ختاماً…

كثير من الأمهات لا تدرك أن جنينها أو طفلها الرضيع لا يعتمد في غذائه على الغذاء اليومي لأمه وإنما على ما يختزنه جسم الأم من فيتامينات ومعادن وبروتينات، فالطفل قد لا يتأثر من صيام أمه ولكن هي المتأثر الأول ومع تكرار الحمل والإرضاع تفقد الأم كثير من صحتها وقوتها، وهنا لن يكون الصوم هو العبادة الأهم بل الحفاظ على صحة جسدها وإلا لما رخص لها الله الافطار مع عظم هذه العبادة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل