حنين السيد – حرية برس
مع ازدياد صعوبة إكمال الدراسة في ظل الوضع الراهن أو الحصول على عمل يساند الشباب والشابات في تأمين احتياجاتهم، أقامت منظمة “ستارت بوينت” ورشة تدريبية لتعليم فن الفسيفساء في مركز “نقطة بداية” في بلدة معرة حرمة في ريف إدلب الجنوبي، حيث تهدف الورشة لتدريب خمسة عشر شاباً وشابة على فن صناعة اللوحات الفسيفسائية وذلك على مدى شهرين متتاليين استطاع المتدربون خلالها اتقان رصف الحجارة الفسيفسائية بشكل مبدع وإنتاج عشرين لوحة فنية.
“فاطمة زيدان” مديرة المركز والمشرفة على الورشة أوضحت لنا أن هذا الفن مهنة عريقة وقديمة جداً في المنطقة وذلك لوفرة الحجارة الفسيفسائية فيها بألوانها المتعددة إضافة لكونه مصدر رزق للكثير من أهالي المنطقة ما دفعها للعمل على هذه الورشة.
وأضافت “تهدف هذه المبادرة لتمكين الشباب والشابات من احتراف هذه المهنة ومن ثم التنسيق مع المشاغل المتوفرة داخل أو خارج البلد لانخراط هؤلاء المتدربين بسوق العمل وتحقيق الفائدة المرجوة، حيث يكثر الطلب على هذه الصناعة من قبل الدول الأخرى عربية كانت أو أوربية”.
الفن الفسيفسائي يعرف بفن الخلود المجرد من الغياب حيث يبقى لآلاف السنين ويذكر أن تاريخه يعود للألف الثالثة قبل الميلاد، إدلب واحدة من المحافظات السورية الغنية بهذا الفن، الذي يعتمد على قطع صغيرة من الحجارة الطبيعية الملونة أو الزجاج، تضم محافظة إدلب ثاني أكبر متحف للعالم يحتوي على الفنون الفسيفسائية في مدينة معرة النعمان.
“عبدالله” أحد الخاضعين لهذه الورشة يقول: “موت والدي منعني من اكمال دراستي الجامعية لعدم قدرتي على دفع رسوم التسجيل وحمّلني مسؤولية المنزل ومتطلباته، الورشة فتحت لي المجال للتعلم المجاني والعمل في احدى شركات الموزاييك في مدينة كفرنبل”.
صعوبة التعامل مع هذه الحجارة لم تمنع الفتيات من احتراف العمل بها فعملن على جمع الحصى المبعثرة بلوحات حاكت الكثير من المناظر الطبيعية والشخصيات والنقوش من خلال الورشة، وأتاحت الدورة التدريبية الفرصة للعديد من الشباب والشابات ممن خضعوا للدورة للعمل بمشاغل متخصصة. بهذا الفن داخل سوريا وخارجها مما ساعدهم بالحصول على دخل يساعدهم على قسوة الحياة.
المزيد في التقرير المرئي:
Sorry Comments are closed