المساعدات الأممية حكر على عائلات المليشيات في حلب

فريق التحرير27 مايو 2018آخر تحديث :
عنصر من قوات الأسد يقوم بتوزيع مساعدات غذائية – سبوتنيك

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

تفاجأ كثير من الأهالي في مدينة حلب خلال الأيام الماضية بانقطاع المساعدات الإنسانية التي كانوا يحصلون عليها مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وبدت الغرابة تظهر لدى الكثير من المدنيين بأن عناصر الشبيحة والميليشيات وذويهم مازالوا يحصلون على المساعدات بالرغم من قطعها على المدنيين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار الذي تشهده مدينة حلب خلال أيام شهر رمضان الجاري، كما شمل انقطاع المساعدات الإنسانية أيضاً ذوي قتلى قوات الأسد.

وأثار قطع المساعدات الإنسانية عن الكثير من المدنيين حالة من السخط والاستياء الشديدين خصوصاً أن الكثير منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل برنامج الغذاء العالمي والأمم المتحدة، وذلك نتيجة وجود مواد غذائية تكفي للاستهلاك لمدة تتجاوز الشهرين بالنسبة للعوائل الصغيرة والتي يبلغ عددها خمسة أشخاص، أما بالنسبة لذوي قتلى النظام من العسكريين فأبدى البعض منهم غضبه واستياءه نتيجة قطع المساعدات الإنسانية عنهم خصوصاً أن أبنائهم قتلوا خلال المعارك إلى جانب النظام، الأمر الذي اعتبروه مهزلة بحق أبنائهم الذين (ضحوا بأرواحهم من أجل بقاء النظام ومؤسساته).

وقد حاول الكثير من المحتاجين استعادة حقهم بالحصول على المساعدات الإنسانية وذلك من خلال إجراء معاملة ووثائق تثبت بأنهم كانوا يحصلون على المساعدات الإنسانية وقد تم قطعها عنهم، ولكن حتى الآن لم يستفيدوا بشيء من تلك المعاملات خاصة أن القائمين على توزيعها أشخاص لهم صلات قرابة مع عناصر الشبيحة والميليشيات الذين يقومون ببيع المساعدات الإنسانية بمبالغ زهيدة لأصحاب الطيور الذين يقومون باطعام الطيور من تلك المساعدات الإنسانية والتي تحتوي على البرغل والرز والعدس.

وتحدثت أم وسام وهي ممن انقطعت عنهم المساعدات لحرية برس قائلة: “كنا نحصل على المساعدات الإنسانية كل شهر مع مبلغ مالي صغير ولكنني تفاجئت بتوقف إعطائنا المعونة بدون اي سبب وعندما قمت بمراجعة مركز توزيع الإغاثة الإنسانية أبلغوني بأن الاستمارة الخاصة بعائلتي لم تعد موجودة وقد تم شطب اسمي، وأضافت بعد أكثر من أسبوعين على إعادة إجراءات الحصول على المساعدات لم ألقى إلا الوعود وسوف وسوف ولم أرى أي شيء من تلك الوعود خاصة أننا نعيش أوضاعا معيشية صعبة للغاية في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك”.

بينما تمتلئ العديد من المحلات التجارية المختصة ببيع المواد الغذائية بأكياس الأرز والعدس والبرغل التي تحمل شعار منظمة الفاو للأغذية العالمية، وعند سؤالنا عن مصدرها تحدث أحد البائعة بأن عناصر الشبيحة وبعض المدنيين الغير محتاجين لها يقومون ببيعها بأسعار رخيصة جداً ولا تهمهم، وأضاف في حديثه لحرية برس “نشتري الحصة الواحد بمبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية من دون مادة السكر و زيت الصويا، وتحتوي الحصة على برغل، رز، عدس، حمص حب مجفف، حب فاصولياء مجفف، وغيرها من الحبوب المجففة، وبعد ذلك بفترة نقوم ببيعها بأسعار السوق ودائما يكون الفارق المالي لنا، إذ يتشكل نسبة الربح سعر الحصة ليتجاوز الثلاثة آلاف وخمسمائة ليرة سورية.

ويصل إلى مدينة حلب بشكل شبه يومي نحو ثلاثة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمة الفاو للأغذية العالمية، ولكن معظم تلك المساعدات الإنسانية تصل إلى أيدي عناصر الشبيحة والميليشيات الذين أصبحوا يستغلونها ليقوموا بتوزيعها على الأشخاص المقربين منهم أو على ذويهم الغير محتاجين لها اساساً، بينما يترك المحتاجون لها بين دوامة التسويف والعذاب من أجل الحصول على معاملة جديدة تخولهم الحصول عليها.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل