هل انتهى زواج المتعة بين نظام الأسد وإيران؟

عبيدة العمر23 مايو 2018آخر تحديث :
هل انتهى زواج المتعة بين نظام الأسد وإيران؟

كثيرة هي الفواتير التي تدفعها الدول لتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية، فلا بدّ من التضحية كي تصل الدولة إلى هدفها، وهذا ما فعله نظام الأسد بداية الثورة عندما ضحى بالشعب السوري ليستميل إيران وتكون هي ملهمته لا شعبه الذي أعطاه الحق ليكون على رأس الدولة.

على مر سنوات الثورة اتضح للجميع سيطرة إيران على مفاصل القرار في سوريا بداية من رأس النظام ونهاية بعمال النظافة في الست زينب بضواحي دمشق، فلم يكن للنظام من اسمه شيء، لا هو نظام ولا هو دولة ذات سيادة وقرار، فالعلاقة بين النظام وإيران أضحت شبيهة بعلاقة الزواج بين الدولة السورية والمرجع الإيراني.

فجأة ومن غير ميعاد يظهر الأسد في روسيا قبل أيام، زيارة لم يعلن عنها أحد وكأن الأسد والروس يخافون غضب الزوج الإيراني على زوجته في حال قررت النوم على كتف غيره، ساعات ويعود الرئيس إلى قصره ولكن ماذا حمل معه هذه المرة؟.

قبل خمسة أيام كتب عقد الطلاق بين الزوجين سوريا وإيران وكان الشاهد والكاتب والقاضي هو فلاديمير بوتين الذي يبدو أنه كان يغار من هذه العلاقة الزوجية الناجحة، وبعد توطيد أركان حكمه في روسيا وتثبيت موقعه كرئيس لفترة جديدة بات ضرورياً مقابلة العميل بحلة جديدة بعيداً عن سيطرة إيران في دمشق، وهنا بدأت حملة الطلاق السورية ضد إيران.

الجميع يتذكر تصريحات الصحف والمواقع الإيرانية بعد الغارات الاسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا في العاشر من الشهر الجاري، حيث أكدت صحف طهران أن الدفاع الجوي السوري هو من رد على القصف الإسرائيلي ولم يكن الرد إيرانياً، حينها ضرب بعلاقة الحب بين الطرفين عرض الحائط عندما اكتشف الأسد أن علاقته مع طهران ليست أكثر من زواج متعة تطلّقه إيران عند أول تهديد اسرائيلي وأمريكي لها.

وعندما تكررت الغارات قبل أيام صمت الجميع، فأثناء عودة الأسد بطائرة شحن البضائع الروسية إلى دمشق كانت الطائرات الاسرائيلية تسرح وتمرح في سماء سوريا وتقصف مواقع إيرانية دون أن تطلق عليها ميليشيات طهران صاروخاً أو طلقة، فبكل تأكيد أن بوتين أبلغ الأسد “لا تمانعوا اسرائيل فهي زوجنا كلنا”، ومن هذا المنطلق غدت السماء السورية مثل الحديقة العامة يدخلها من يشاء ومتى يشاء.

بحسب سير الأحداث في الساحة السورية وصدور تصريحات دولية بضرورة مغادرة إيران لسوريا كانت طهران ولاتزال تفكّر بالحل، فأي انسحاب من إحدى العواصم العربية التي تحتلها يشكل بداية النهاية للنفوذ الإيراني بالمنطقة، وربما ما حدث بالعراق قبل أيام خير مثال عندما خرج المتظاهرون الشيعة المنتمون للتيار الصدري وقالوا لا للتدخل الإيراني بالعراق، فبغداد هي الأهم وخسارتها وعودتها لحضن العرب تعني الكثير بالنسبة لطهران التي تشتت قوتها على جبهات دمشق وبيروت وصنعاء ومناطق أخرى.

قد تكون دمشق بوابة السقوط الإيراني في الشرق الأوسط في حال استمر التدهور في العلاقات بين روسيا وإيران، لأن نظام الأسد لن يضحي بروسيا من أجل إيران التي باتت محاصرة اقتصادياً عقب الغاء ترامب للاتفاق النووي معها وهي بالتالي ستكون محجّمة في سوريا بعد الآن وستلطمها اسرائيل متى شاءت وعلى أعين كل الناس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل