هل استفاقت الخلايا النائمة في إدلب؟ وما السبيل لإحباطها؟

عبيدة العمر13 مايو 2018آخر تحديث :
هل استفاقت الخلايا النائمة في إدلب؟ وما السبيل لإحباطها؟

طولاً وعرضاً، انفجارات واغتيالات وسرقات، محاولات خطف وتشليح، خلافات واقتتال وقصف، هي حال محافظة إدلب اليوم!. فلا مكان آمن بالمحافظة المحررة، حيث لا يكاد المرء يأمن نفسه حتى في منزله، فالمدن والبلدات تعجّ بالأهالي، والفصائل كثيرة تكاد لاتعد ولا تحصى، ورغم هذا يسيطر الخوف على الناس.

انفجارات بالجملة تستهدف عسكريين ومدنيين بالمحافظة، حيث لا حرمة لدم، أو رهبة من القتل، فمعظم الانفجارات تحصل إما على الحواجز العسكرية التابعة للفصائل أو في الأسواق أو تستهدف المشافي. إنها سياسة خبيثة تهدف لتعطيل عمل المشافي في إدلب وارسال رسالة للمنظمات الطبية الدولية بأن إدلب ليست مكاناً مناسباً للعمل، وربما نجحت هذه السياسة لحد كبير في تخفيض عدد المنظمات الطبية العاملة في إدلب، فالوضع الطبي بالمحافظة ليس في أحسن حال.

في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تجاذبات سياسية دولية بشان إدلب وتزامناً مع تصريحات تركية تؤكد ان الخضراء تحت حماية الأتراك، كان لابد من استيقاظ الخلايا النائمة لقوى الشر، فهذه الخلايا السرطانية مهما كانت تبعيتها فهي تخدم نظام الأسد وروسيا خاصة، عبر إظهار إدلب بصورة المكان غير الآمن والعشوائي والذي يحتاج إلى حضن الوطن كي يكون آمناً، فلماذا لا نرى التفجيرات في المناطق التي هجر منها سكانها بريف دمشق وحماه وحمص؟ فبكل تأكيد إظهار أمن وسلامة تلك المناطق يكسب الروس والنظام ورقة دولية رابحة وهي أنهما من يحقق الأمن في سوريا.

خلايا الموت الحية التي ضربت إدلب هدفها واضح وصريح وهو القتل والتنكيل، فالنظام وداعش وجهان لعملة واحدة هدفهما ضرب أهم معقل للثورة السورية حالياً، ولهما من ذلك مآرب كثيرة أهمها تقوية خلاياهما في المحافظة، وعدم وصول إدلب لمرحلة الاستقرار الكاملة وبالتالي طرد هذه الخلايا منها.

رغم كثرة عدد الفصائل في المحافظة فإنها فشلت إلى حد ما في ضبط الأمن وترسيخ مبادئ العيش السليم التي تعتمد على الحرية والعدالة، فرغم أن الفصائل تخوض حرباً ضد بعضها أحياناً إلا أنها ابنة الشعب ولا يمكن أن تضر به فالقاتل والمقتول أخوة.

ومن هنا تنبع الحاجة لوجود الشرطة الحرة بشكل أكبر وأقوى وأوسع عبر دعمها بالعناصر والسلاح والمعدات، حيث أثبتت بعملها أنها الوحيدة القادرة على ضبط الأمن ولو بشكل نسبي في المناطق ولكن بشرط عدم التدخل بعملها من قبل الفصائل المسلحة، فالشرطة الحرة ساهمت بشكل كبير في إلقاء القبض على مجرمين ولصوص رغم امكانياتها المحدودة، وربما فتح مراكز جديدة للشرطة الحرة في بلدات إدلب وتجريم حمل السلاح داخل المدن والبلدات وتجريم لبس اللثام يكون أولى الخطوات الصحيحة باتجاه بر الأمان.

فخلايا النظام وداعش تتلقى معلومات استخباراتية من القصر الجمهوري بدمشق تنص على ضرورة بث الخلافات بين مكونات الشعب في إدلب، وهي سياسة من مبدأ “فرق تسد”، التي كان يعتمدها النظام قبل الثورة، وبالفعل دائماً ما نرى الخلافات بين الفصائل والتي نتج عنها وصول “البعثية” السابقين إلى المجالس المحلية ومؤسسات الثورة التي كانت الى عام 2013 خالية منهم تماماً.

لابد من توفير دعم غير مشروط لعناصر الشرطة الحرة ودعمهم عسكرياً من قبل فصائل الجيش الحر في الأحوال الطارئة، بهذا فقط تكون إدلب مهيئة للقضاء على الخلايا الإرهابية النائمة والمستيقظة فيها، ويشعر المواطن بطعم الحرية الحقيقي.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل