قد تتخيل أن موقع فيسبوك يقتصر على الإعجابات والتعليقات والمجموعات فقط، لكنه يصل إلى أبعد من ذلك، تذكر أن شركة فيسبوك تمتلك إنستجرام وواتس آب أيضاً، ويعني ذلك أن الشركة لديها جميع معلوماتك.
وأعلن “مايك سكروفير” كبير المهندسين التقنيين في فيسبوك، خلال مؤتمر المطورين إف8 أن شركة “جولياث” للوسائط الإعلامية تفحص مليارات الصور المنشورة على موقع إنستجرام، وأعلنت أن الهدف من ذلك تدريب الذكاء الاصطناعي على اكتشاف «المحتوى المسيء والرسائل المزعجة وخطاب الكراهية والحسابات والأخبار المزيفة وغيرها» من أجل أتمتة جزء من عمل مشرفي المحتوى.
وغضب البعض من هذا الانتهاك السافر لخصوصيتهم، وذلك في أعقاب فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” والتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وحذرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مستخدمي إنستجرام قائلةً «قد تفكر مرتين قبل أن تحمّل صورتك الشخصية مستقبلاً على موقع إنستجرام» وقال أيضاً موقع “إيه بي سي نيوز” الأسترالي «حتى صورك الشخصية ليست في مأمن من فيسبوك».
ليس علينا أن نلوم فيسبوك، لأننا يجب ألا نثق فيها من البداية، ولا يجب أن تمثل هذه الأخبار مفاجئةً.
فمنذ أن استحوذت فيسبوك على إنستجرام، استخدمت بياناته لأغراض عديدة. وتنص شروط استخدام إنستجرام على أن «الموقع لا يملك أي محتوى تنشره عليه» لكن لديه رخصة كاملة لاستخدام هذا المحتوى. ما يمنحه الحرية الكاملة لاستخدام صورك لأي غرض.
ويسبب نقص الشفافية غصةً في الحلق، فهل أخبر إنستجرام مستخدميه أن صورهم تستخدم لتدريب الذكاء الاصطناعي؟ هل يعتقد الموقع أننا نقرأ شروط الاستخدام المكونة من 4890 كلمة قبل أن ننشر صورنا عليه؟
ويعد استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المحتوى غير المرغوب في الموقع أمراً جيداً، إذ يضم الموقع أكثر من ملياري مستخدم، ما يعني عدداً ضخماً من المنشورات والصور، وللأسف قد يتخللها بعض الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية وأحياناً التهديدات الإرهابية.
ولكن حتى يصبح نظام الذكاء الاصطناعي جاهزاً، سيستمر البشر في أداء هذه الوظيفة، وقال مؤسس فيسبوك “زوكربيرغ” أمام الكونجرس أن شركته ستزيد عدد موظفي فريق الأمن إلى 20 ألفاً.
ويمثل ذلك عدداً قليلاً من الموظفين إن نظرنا إلى مهمتهم الصعبة في حماية هذه الكمية الضخمة من البيانات، ولكن عندما نتحدث عن مليارات الصور على موقع إنستجرام، يجب أن يكون المستخدمين حذرين ويتذكروا أن شركة فيسبوك، بكل مشكلات الخصوصية المرتبطة بها، تملك إنستجرام.
عذراً التعليقات مغلقة