تخوف إسرائيلي من انفجار الوضع في الأراضي المحتلة في ذكرى النكبة

فريق التحرير6 مايو 2018آخر تحديث :
المتظاهرون الفلسطينيون خلال جمعة “الشهداء والأسرى” ضمن مسيرات العودة على الحدود الشرقية لغزة – عدسة فارس أبو شيحة، حرية برس©

ترجمة زينب سمارة – حرية برس:

تجري شرطة الاحتلال دوريات ومسوح أمنية لأحياء جنوبي القدس تحضيراً لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، نظرا لتخوف الطرفين الفلسطيني والمحتل من أن يشكل الأسبوع القادم فتيلة لاشتعال الأوضاع.

فهذا الأسبوع يشكل نقطة نزاع فكري بحد ذاته، فالرابع عشر من مايو هو بحسب مؤرخي كيان الاحتلال، تاريخ تأسيس كيانهم الغاصب، بينما حدد مؤرخو دولة فلسطين الخامس عشر من مايو تاريخاً لنكبة الشعب الفلسطيني.

وشهدت ذكرى النكبة عبر الزمن اشتعالاً في الأوضاع بين الطرفين الفلسطيني والمحتل، إذ تنطلق مظاهرات في كل أنحاء فلسطين المحتلة، لكن الأمر مختلف هذا العام، إذ أن توقعات توتر الأوضاع بين الطرفين أعلى من الأعوام السابقة، فغزة على وشك إكمال أسبوعها السادس في تجمعها السلمي على السلك الحدودي للقطاع، الذي ارتقى خلاله أكثر من 40 شهيداً، بينما تم جرح الآلاف، كل هذا يؤخذ بالحسبان هذا العام ما يزيد من توتر حكومة الاحتلال.

وهناك تخوف من طرف الاحتلال حول احتمالية اختراق المتظاهرين على حدود غزة للسلك الحدودي، ما سيؤدي إلى ارتكاب مجزرة بحقهم إذ أن لدى قناصي الاحتلال إذن باستخدام الرصاص الحي، هكذا كتب “إيلان جولدبرغ” الذي كان عضواً في الفريق الأمريكي الوسيط في المفاوضات الفلسطينية الصهيونية خلال عامي 2013-2014، في مقال رأي له نشر في صحيفة هآرتز.

وأضاف “لم يكن الوضع بين الطرفين حساساً إلى هذا الحد يوما”، وقال إن خطوة افتتاح السفارة قد تمر بسلام، نظرا لردة الفعل الضعيفة التي تلت إعلان “ترامب” نيته نقل السفارة إلى القدس، ثم قال” وقد تنفجر الأوضاع، لنجد أنفسنا في حرب جديدة بين كيان الاحتلال وحماس في غزة، ليس بإمكان أحد توقع ما قد يحصل، لكنه تصرف غير مسؤول من قبل أمريكا أن تصب الكاز على النار”.

ومن جهته قال المتحدث باسم شرطة الاحتلال “ميكي روزنفيلد” إن ضباط الشرطة يقمون بعمليات تقدير لأعداد رجال الأمن اللازمة للسيطرة على الأوضاع خلال فعاليات الافتتاح، إضافة إلى نشر كاميرات مراقبة وحراس في كل أرجاء المدينة المقدسة، وخاصة في حي الأرنونا الذي سيتم افتتاح السفارة الأمريكية فيه، وقال” ما زلنا ننتظر التأكد من حضور الرئيس الأمريكي للافتتاح، عندها ستتم رفع احتياطات الأمان”.

ومن جانبه ألمح “ترامب” إمكانية حضوره، بينما تكهن الإعلام الصهيوني بإرساله ابنته “إيفانكا” وزوجها “جاريد كوشنير” لحضور الافتتاح بدلاً عنه، وأكد “روزنفيلد” عدم تلقي شرطة الاحتلال معلومات تنذر بأي تهديد، لكن قوات الأمن قد أخذت بعين الاعتبار الفترة الزمنية الحساسة التي تمر بها البلاد، والتي تترافق مع أحداث أخرى منها احتفالات تأسيس كيان الاحتلال، وفعاليات يوم النكبة، وما يحدث بغزة، إضافة إلى افتتاح السفارة، مؤكداً أن أسبوعاً عنيفاً ينتظرنا.

ولطالما كان وضع القدس الخاص موضعاً للنقاش خلال مفاوضات السلام، بينما هناك إجماع دولي على سيادة الطرفين على المدينة المقدسة تبعاً لاتفاق خاص بينهما.

يذكر أن السلطة الوطنية الفلسطينية ترى شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، لكن قوات الاحتلال قد احتلت شرقي القدس عام 1967، لتقوم لاحقاً بالسيطرة على كامل المدينة واعتبارها عاصمة موحدة وأبدية لها، ومن المتوقع أن يقوم الصهاينة، في نهاية الأسبوع التي تسبق افتتاح السفارة، بمظاهرات واسعة في القدس احتفالا بيوم القدس الذي ينادي بتوحيد المدينة لصالح الطرف المحتل، وفي الغالب يكون المشاركون في المظاهرات من المستوطنين المتدينين، مارين بالأحياء الفلسطينية المسلمة والمسيحية من البلدة القديمة، مرددين شعارات معادية ومهينة للعرب.

وفي الجنوب، في غزة تحديداً، تستمر المظاهرات المدعومة من حماس التي تسيطر على القطاع، والتي خاضت حتى اليوم ثلاث حروب ضد كيان الاحتلال، يبلغ عدد سكان القطاع مليوني فلسطيني غزي، يذكر أن ثلثي هذا العدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين يطالبون باعتصامهم على الحدود، بحق العودة إلى وطنهم.

وقال “مخيمر أبو سعدة” أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، إن حدة المظاهرات على حدود غزة ستصل ذروتها يوم الرابع عشر من مايو الجاري، وأضاف إن افتتاح السفارة في الأسبوع الذي يحيي فيه أبناء الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة، يعتبر بمثابة إصرار الأمريكان على تحريك جرح الشعب الفلسطيني والرقص عليه”.

وقبل أسبوع قام مجموعة من الفلسطينيين الغزيين بالتوجه إلى الحدود بنية تمزيق السلك الشائك وإضرام النار في أحد أبراج المراقبة باستخدام الإطارات المشتعلة، وكان كيان الاحتلال قد رفض نداءات أطلقتها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين والاتحاد الأوروبي لفتح تحقيقات باستخدام جنود الاحتلال عيارات حية لضرب الفلسطينيين، بينما ما تزال حكومة الاحتلال مصرة على اتهامها لحماس بتحريض المدنيين على اختراق الأراضي المحتلة.

وأضاف أبو سعدة:” لا يمكن السيطرة على الحدود في الوقت الذي يفوق عدد المتجمهرين حولها عشرات الآلاف، باعتقادي، سيقوم المتظاهرون بإعادة الكرة ومحاولة اختراق السلك الحدودي والتسلل إلى الأراضي المحتلة”.

وسيسبق افتتاح السفارة، إعلان ترامب في الثاني عشر من مايو الجاري قراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران الذي تم إبرامه عام 2015، والذي يقضي برفع العقوبات عن طهران، قد يكون انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاقية النووية الإيرانية سبباً في زيادة الضغط على القيادة الإيرانية، في الوقت الذي تتلقى فيه حكومة الاحتلال تهديدات بالحرب، واتهامات باستهداف مواقع للجيش الإيراني في سوريا. وختم “جولدنبرغ” بقوله إن فيضاناً من الأحداث على وشك الحدوث، وأن خليطاً من عدم الاستقرار السياسي والعنف يطبخ الآن في مطابخ الشرق الأوسط.

المصدر The guardian
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل