حرية برس:
وجدت الشرطة في كل دولة لتعمل على نشر الأمن والأمان وحماية المواطنين، وقد كان للشرطة الحرة في إدلب دور كبير خاصة بعد أن فقد الناس الأمن منذ سنين في ظل الفلتان الأمني الذي سيطر على المجتمع والفوضى الذي عاثت في جنبات المناطق المحررة، وراح ضحيته الكثير من الابرياء بين قتل وخطف وثأر.
ومع الوقت بات وجود العنصر النسائي في صفوف الشرطة ضرورة لا بد منها، وتم تأسيس أول مركز نسائي في إدلب في منتصف عام 2017 وانتشرت على نطاق كبير ولقت رواجاً واهتماماً منذ بدايات عام 2018 خاصة وأن النشاطات التي تقوم بها الشرطيات لقت استحسان نساء المجتمع.
وقد وصل عدد العناصر (الشرطيات) في مراكز إدلب إلى حوالي 77 شرطية، يتوزعن على المراكز ولكل منهن وظيفتها ومهامها التي تقوم بها على أكمل وجه.
ثم إن وجود النساء في مراكز الشرطة يعطي دافعاً كبيراً لأي امرأة كي تتقدم الى مركز الشرطة بشكواها أو تقديم بلاغ ما، دون أن تتعرض للمسائلة من قبل شرطي، حيث تتمكن من تقديم بلاغها أو شكواها عن طريق سيدة مثلها.
وتعمل الشرطيات على استقبال النساء المتقدمات بشكوى وكتابة ضبط وفق الشروط، ومحاولة تقديم المساعدة لهن وذلك بالتعاون مع مدير المركز.
وأكدت سارة وهي إحدى شرطيات مركز سرمدا أن للشرطة النسائية مسؤولیات حفظ الأمن العام من جانب، والمسؤولیات المجتمعیة والإنسانية من جانب آخر، كما تلعب دوراً أكبر في التحقیق بالقضایا التي تخص النساء والأطفال بشكل عام.
تحديات كبيرة
لكن ومع كل الخدمات التي تقدمها تلاقي المرأة نقداً كبيراً أكثر من دعمها بكثير، وفي هذا السياق قالت آمنة وهي شرطية من مركز حاس أن العادات والتقاليد التي تثقل كاهل المجتمع وتثقلنا نحن النساء هي من تقف حائلاً ضد عملنا ومشاركتنا في كل النشاطات في المجتمع.
وبالرغم من ذلك تعمل الشرطيات على إثبات وجودهن والعمل على حل المشكلات الخاصة والعامة مع الاحتفاظ بسرية الخلافات العائلية بما تقتضي الأخلاق المهنية، وقد قالت سلام وهي إحدى النساء اللواتي لجأن إلى الشرطة النسائية لمساعدتها في استرجاع طفلها من زوجها لتحصل على حق الحضانة، قالت إنه تم استدعاء زوجها إلى مركز الشرطة واستقبله مدير المركز بعد أن دخلت وشرحت للشرطة النسائية عن الشكوى التي تريد تقديمها، وتم الوصول الى صيغة تفاهم مع زوجها وأعاد لها طفلي بكل رضا، مع التعهد بعدم تكرار الموقف.
كما تشارك الشرطة النسائية الحرة في حضور ندوات وجلسات لحفظ الأمن وفض النزاعات في حال وجدت، فقد حضرن جلسة قدمها قسم الحماية والاستجابة للطوارئ في منظمة النساء الآن وهي جلسة دعم نفسي للنساء الوافدات من الغوطة في بلدة الغدفة شرقي إدلب وقمن بالمشاركة في النشاط والاندماج مع النساء والمحافظة على مسار الجلسة.
إن وجود الشرطه النسائية ضرورة في المجتمع لأن بعض القضايا والأمور تتطلب وجود العنصر النسائي، وعلى المجتمع أن يشجعها ويقف إلى جانبها لا أن يكسر جناحيها بعد أن عملت على النهوض بنفسها وبمجتمعها من خلال مشاركتها في كل فعالياته ووقوفها إلى جانب الرجل.
عذراً التعليقات مغلقة