أحمد بغدادي – حرية برس:
مؤرخ مهمّ وشاعر كلاسيكي.. قلَّ شعره أمام عمله الضخم في التأريخ والانتقال بين عدّة مشارب في العلم كالفقه والحديث والمنطق واللغتين العربية والتركية.
هو كامل بن حسين بن محمد الغزي من مواليد مدينة “حلب” السورية عام 1853 – 1933 م .
درس في المدرسة “القرناصية” التي تقع في حي “الفرافرة” حيث كبار عائلات حلب، وفيها أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية.
حفظ “ألفية ابن مالك“، وقد حفظ ما يقارب ألفَي بيت من الشعر والمعلقات المشهورة باللغة العربية، بالإضافة إلى قصيدة الشاطبية البالغة ألفَي بيت من الشعر.
حفظ قصيدة عقود الجمان “لعبد الرحمن السيوطي”، وهي ألف بيت.
أتقن علوم الحديث والتفسير والعلوم الفقهية، وكان في السابعة عشرة من عمره.
عاش جلّ حياته في سورية، كما اتصل مع أهم علماء عصره من رجال الدين والفقه كالشيخ محمد الكحيل والشيخ مصطفى الكردي ؛ وكانت له صحبة مع محمد رشدي الشرواني في مكة لم تتجاوز العام حتى عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة الشرواني.
اشغل عدّة وظائف إدارية مختلفة منها:
أمين مستودع في قضاء “روم قلعة” في ولاية “أورفة” بتركيا، ثم استقال وعاد إلى حلب.
* عين ترجماناً في مطبعة ولاية حلب عام 1898، وفي العام نفسه عيّن “باش كاتب” في المحكمة الشرعية بعد أن تخلى عن هذه الوظيفة “عبد الرحمن الكواكبي” حين أسندت إليه رئاسة غرفة تجارة حلب.
سنة 1901 استأجرت دائرة معارف حلب دار “الصابوني” المشهورة والواقعة في محلة “باب قنسرين” أمام جامع “الرومي”، واتخذتها مكتباً للصنائع، عين الشيخ “كامل الغزي” مديراً للمكتب وحاز رتبة “أدرنه مدرسي” وكان عدد الطلاب 160 طالباً، وتمّ منحه النيشان المجيدي من الدرجة الرابعة من قبل الدولة العثمانية تقديراً لجهوده.
بعد هذه الوظائف المتعددة التي أشغلها انصرف إلى الدراسة الجديّة والتأليف، وبتآليفه المتعددة عرف مؤرخاً وشاعراً وعالماً بالشريعة والقضاء.
رأسَ تحرير جريدة الفرات الرسمية مدة عشرين عاماً، إلى جانب إدارته لمكتب الصنائع وهو أول مؤسّس له، ورأس مجلس بنك الزراعة،ثم غرفة التجارة والزراعة والصناعة.
– عام 1908 أصدر مع حكمت ناظم بك العدد الأول من جريدة “صدى الشهباء” والتي صدر منها 520 عدداً.
عيّنَ رئيساً لجمعية الآثار القديمة، وللجنة الإدارية للمتحف الوطني بحلب، ورئيساً لتحرير مجلتها حتى الأيام الأخيرة من حياته.
في عام 1921 انتخبه المجمع العلمي العربي “بدمشق” عضواً عاملاً فيه، ثم انتخب رئيساً لفرع المجمع بحلب.
حصل على وسام المعارف الفرنسية من الدرجة الثانية عام 1924، واختير عضواً شرفياً للمجمع العلمي الفرنسي في باريس.
انتخب رئيساً لجمعية العاديات التي تأسست في حلب عام 1930.
وفي عام 1931 نال الوسام نفسه من الدرجة الأولى، كما حاز وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثانية.
توفي عام 1933 ودفن في مقبرة الشيخ جاكير بحلب.
***
الإنتاج الشعري:
– أورد له كتاب «أدباء حلب ذوو الأثر»، وكتاب «الأدب العربي المعاصر في سورية» بعضاً من شعره، وله قصيدة: «الغزي يوصي ابنه» – مجلة الضاد العددان 3،4 – حلب: مارس وأبريل 1933، وهي أرجوزة مطولة في آداب المخالقة تربو على مئة وعشرين بيتاً، ويذكر أن له ديواناً «مخطوطًا».
الأعمال الأخرى:
– له عدد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة منها: الروزنامة الدهرية – حلب 1922، نهر الذهب في تاريخ حلب – في ثلاثة مجلدات كبار – المطبعة المارونية – حلب 1922 – 1926، القول الصريح في الأدب الصحيح (مخطوط)، ترجمة الصنوبري وأشعاره (مخطوط)، جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة (مخطوط)، وله عدد من المقالات حول اهتماماته العلمية واللغوية والتاريخية، ومن هذه المقالات ما حظيت بنشره مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق مثل: كلمة في (ولا سيما) – المجلد السادس 1926، الشاعر الصنوبري – المجلد الحادي عشر 191، الشواذ في علم النحو – المجلد الحادي عشر 191، قصيدة الفراشة – المجلد الثاني عشر 1932.
وله شعر في الهجاء، يبدو متأثراً بثقافته وقيمه الدينية. كتب الألغاز والأحاجي الشعرية.
“نهر الذهب في تاريخ حلب”
حمّل الكتاب:
هوامش:
1 – خير الدين الزركلي: الأعلام – دار العلم للملايين – بيروت 1990.
2- سامي الدهان: قدماء ومعاصرون – دار المعارف – القاهرة 1961.
3- سامي الكيالي: الأدب المعاصر في سورية (1850 – 1950) – ط2 – دار المعارف – القاهرة 1959.
4 – عائشة الدباغ: الحركة الفكرية في حلب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين – دار الفكر – بيروت 1970.
5 – قسطاكي الحمصي: أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر – مطبعة الضاد – حلب 1969.
6 – الدوريات:
– فريد جحا: الشيخ كامل الغزي – المؤرخ والأثري – مجلة الموقف الأدبي – شهرية – السنة الثانية – اتحاد الكتاب العرب – العددان (10 – 11) – دمشق فبراير ومارس 1972.
– محمود فاخوري: الغزي أديباً وباحثاً أثرياً – مجلة الضاد العدد 4 – أبريل 1990.
عذراً التعليقات مغلقة