علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:
تراجعت تربية المواشي والأبقار بشكل كبير في سوريا عموماً وفي إدلب خصوصاً، بعد أن كانت واحدة من أكثر الأعمال التجارية نمواً وازدهاراً، حيث كان يتم تصدير هذه المواشي ومنتجاتها للخارج.
ويعود هذا التراجع إلى ارتفاع سعر الأعلاف متأثرة بالارتفاع العام للأسعار، ونقص الأدوية واللقاحات الحيوانية، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن، وعزوفه عن شراء اللحوم ومنتجات المواشي، فضلاً عن نزوح أو لجوء مربي المواشي إلى مناطق أخرى، خوفاً من قصف قوات الأسد.
وإدلب كغيرها من المحافظات، تضررت بشكل مباشر بما يخص الثروة الحيوانية، فقد تسبب الحرب في سوريا بتضاؤل كمية الأعلاف المتاحة للمربي المواشي، ما زاد من صعوبة الأمر على بعض المربين والتجار على حد سواء.
قال أحد مربي الأبقار في ريف إدلب ويدعى “أبو عبدو ” لحرية برس: إني أعمل في تربية الأبقار منذ 30 عاماً، وخلال هذه الأعوام اعترضتنا مشاكل كثيرة فيما يخص تربية المواشي، لكن مع بداية الأحداث تأثرنا بشكل كبير جداً من حيث ارتفاع أسعار الأعلاف ولاسيما التي تأتي من مناطق سيطرة نظام الأسد، حيث تزداد تكلفة نقلها، فضلاً عن خطورة الطريق”.
وأوضح “هذه الظروف أجبرتنا على اللجوء للأعلاف المركبة والخلطات، وهي الأخرى تعتبر مرتفعة الثمن حيث يصل سعر الكيلو الواحد إلى 144 دولاراً أي بمعدل 144 ألف ليرة سورية، يُضاف إلى ذلك 6 ليرات أجور نقل للكيلو الواحد، وكذلك الأدوية التي ارتفع سعرها بشكل كبير، فجرعة واحدة لمعالجة (اليرقان) يبلغ ثمنها 5 آلاف ليرة سورية”.
وأشار أبو عبدو إلى أن ما زاد الوضع سوءً هو تهريب المواشي من المناطق المحررة إلى تركيا منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص كبير وملحوظ في المواشي”، كما عزا ذلك إلى “عدم وجود مراعي مخصصة نتيجة استهداف المراعي بقذائف المدفعية في المناطق القريبة لمناطق سيطرة قوات الأسد، وانحسار المساحة المخصصة للرعي في المناطق الملاصقة لتركيا وذلك بعد بناء الجدار الإسمنتي، حيث أصبحت المنطقة القريبة منه مستهدفة برصاص حرس الحدود التركي الذي لايتوانى عن استهداف أي دابة قريبة”.
وتابع قائلاً “أن الجدار الإسمنتي الفاصل بين سوريا وتركيا، بُني في منطقة مخصصة للمراعي، فأصبح الرعي هناك مستحيل، فضلاً عن الأبنية السكنية التي توسعت في المناطق القريبة بفعل النزوح، والتي أدت إلى انحسار مساحة المراعي، فلم يعد من المقبول أن ترعى المواشي في مكان مكتظ بالسكان والأبنية”.
ولفت أبو عبدو إلى أن ما يبيعه من الحليب الذي تنتجه الأبقار لا يعادل تكلفة تربيتها، لذلك ينتظر موسم الأعياد والأضاحي حيث تتحسن سوق المواشي.
وترجح الإحصائيات أن التقديرات الأولية تشير إلى تراجع كبير في أعداد الثروة الحيوانية، فأعداد الأغنام تراجعت إلى النصف، والأبقار تراجعت إلى الربع مقارنة بالأعوام السابقة، أما تربية الدواجن فقد أصابها الشلل بعد توقف أكثر من 95% من منشآت تربيتها.
عذراً التعليقات مغلقة