علي عزالدين – ريف حمص – حرية برس:
هجّر نظام الأسد مئات الآلاف من أهالي المدن السورية المناهضة له إلى مناطق أخرى، يبدأ السيناريو من حصار المناطق، إضافة إلى قصفها وتجويع أهلها، والضغط عليهم بكافة الوسائل، إلى أن تنتهي الأمور بتهجيرهم من مناطق الموت تحت الحصار إلى مناطق اخرى غير محاصرة، ولكنها لا تخلو من الموت أيضاً، محاولاً إحداث تغيير ديموغرافي والقضاء على ثورة الشعب.
’’شفيق السباعي‘‘ وهو مُهجر من مدينة حمص إلى ريفها الشمالي، يقول لحرية برس: كنت من أهالي وسكان مدينة حمص، وكان لدي محال تجارية لبيع الأقمشة في السوق المعروف بالمدينة سوق ’’التجار‘‘، وتهجرت أنا وعائلتي إلى ريف حمص الشمالي بعد القصف والحصار والدمار الذي سببه نظام الأسد بحمص.
حيث قمت حينها ببناء غرفة واحدة ذات سقف خشبي بدائي تأوينا بعد أن خسرنا بيتنا ومدينتا، ولكن لم ترحمني قذائف نظام الأسد حتى بعد تهجيرنا، ولم تتركني أنا وعائلتي ننعم ببعض الأمان حتى بعد أن سلبوا مني كل شيء، فتعرضنا لصاروخ من طائرة حربية ظالمة لم تميز بين بشر أو حجر وبين صغير وكبير.
في حين خسرت أبنتي على أثرها، وتعرض أبني لإصابة بالغة أدت لوفاته، وحتى زوجتي لم تسلم من تلك الضربة، فقد تعرضت لإصابة في بطنها وتوفت أثر إصابتها الحرجة بعد نقلها إلى مدينة حمص بيومين، ولم تقتصر الإصابات عليهم فقط، فأنا تعرضت لإصابة تسببت بشبه شلل في يدي ومن ثم رأسي.
ويتابع ’’السباعي‘‘، إنني أقطن الأن في منزل بجانب زوج أبنتي، حيث أن هذه الغرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار، علماً أنني لا أملك من المال شيء أو حتى أعمل بشيء ولا أملك حتى أثاث منزل أو من اللباس شيئاً، فلا عمل ولا معيشة وحصار الريف الشمالي تسبب بعدم توفر فرص العمل.
فيما أن إصاباتي العديدة لا تسمح لي بالعمل، حتى أنني في يوم من الأيام دفعني جوعي لأن أقوم بذبح وتجريد لحم خاروف ميت، ألقوه أحد الأهالي بجواري، وقمت بطبخها وأكلها علماً أنها لا تصلح للأكل، ولكن كف السؤال والحاجة للناس دفعني لهذا، فأنا ليس لدي معيل أبداً سوى الله.
يُشار إلى أن أهالي ريف حمص الشمالي يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة للغاية، حيث عدم توفر سبل العيش وفرص العمل، بسبب الحصار المطبق على الريف منذ خمسة أعوام زاد حجم هذه المعاناة، ومهما حاولت الجمعيات والمنظمات لكن لا يمكنها أن تصل لحد أكفاء الناس بسبب التضخم السكاني الذي يزيد عن 320 ألف نسمة.
عذراً التعليقات مغلقة