أعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس أن مؤتمر “سيدر” الدولي لدعم لبنان الذي يقام الجمعة سيقر خطة استثمارات متعددة السنوات في هذا البلد مرفقة بإصلاحات بنوية مهمة.
وهذا ما أكده الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة معلنا أن بلاده ستمنح 550 مليون يورو من القروض بفوائد مخفضة والهبات لتمويل مشاريع استثمارية في لبنان.
وقال لودريان في افتتاح المؤتمر الدولي إن “فرنسا ستعلن من جهتها عن جهد كبير بمستوى الطموحات التي تضعها في لبنان، يبلغ 400 مليون يورو من القروض الميسرة و150 مليون دولار من الهبات”.
وأفاد قصر الإليزيه الخميس بأن 41 بلدا ستشارك مع نحو 10 منظمات دولية في المؤتمر الذي يعقد برئاسة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وفرنسا قبل شهر من استحقاق الانتخابات التشريعية في لبنان.
ويختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحريري المؤتمر الاقتصادي للتنمية عبر الإصلاحات وبدعم المؤسسات. وستتمثل الدول الـ41 على مستوى وزراء أو سفراء.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن المشاركين “سيتفقون على خطة استثمارات خصوصا في المجالات الأساسية لتأمين الخدمات للسكان أي المياه والطاقة والبنى التحتية والتربية والتنمية المستدامة”.
وتابعت أنه لن يكون مؤتمر جهات مانحة تقليديا تقطع فيه تعهدات مالية حتى وإن “سيتم الإعلان عن بعض المبالغ”. وستشمل الخطة استثمارات عامة وخاصة.
ولبنان الذي يعيش في هاجس وقوع أزمة اقتصادية ومالية يأمل في جمع “ما بين ستة إلى سبعة مليارات دولار على شكل قروض وهبات” بحسب نديم المنلا مستشار الحريري.
وسيتعهد لبنان الذي يشهد فسادا وتهربا ضريبيا على نطاق واسع، تطبيق خطة إصلاحات.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن “الجميع يدرك أن هذه الاستثمارات لن تكون فعالة إلا إذا أرفقت بإصلاحات بنوية مهمة” خصوصا “تطبيق العدالة” وفي الأسواق العامة.
آلية متابعة
وستوضع آلية متابعة للتحقق من أن هذه التعهدات “ستطبق” بعد الانتخابات التشريعية، الأولى منذ تسع سنوات في هذا البلد.
واقتصاد لبنان يعاني منذ سبع سنوات من أزمات سياسية متكررة. يضاف إلى ذلك النزاع في سوريا وتدفق حوالى مليون لاجئ سوري إلى لبنان.
وأكد قصر الإليزيه أن السعودية التي يشتبه بأنها دفعت الحريري إلى الاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بسبب النفوذ المتنامي لحزب الله الشيعي في لبنان، بعثت “إشارات إيجابية” حول مشاركتها في المؤتمر.
وكان الحريري الذي قدم استقالته من الرياض، قد عاد إلى لبنان بعد ثلاثة أسابيع واستعاد مهامه كرئيس للحكومة بعد وساطة فرنسية.
ومؤتمر سيدر يأتي عقب مؤتمر روما الذي عقد في 15 آذار/مارس لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وكانت فرنسا قد فتحت في حينها خطا ائتمانيا بقيمة 400 مليون يورو لشراء معدات عسكرية وأمنية.
كما سيعقد مؤتمر ثالث في العاصمة البلجيكية بروكسل في 25 الجاري لمساعدة لبنان على إيواء اللاجئين السوريين.
عذراً التعليقات مغلقة