مازن فارس – اليمن – حرية برس:
يرقد عشرات المرضى على أسرّة مركز غسيل الكلى التابع لمستشفى الثورة العام الحكومي بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، يصارعون آلام المرض والحرب في ظل بلد تغرق في الفوضى والصراع الذي لاملامح لنهايته.
الأربعيني “علي محمد” ذو الجسد الشاحب المتعطش للدم لضمان البقاء على قيد الحياة، منذ تسع سنوات وهو يخضع لجلسات أسبوعية لغسل الكلى، سلبت منه الراحة والأحلام الورديه بسبب سوء الإستخدام المفرط للأدوية بحسب قول “علي” في حديثه لحرية برس، وأضاف علي “أول مرة فيها شعرت بألم في الكلى ذهبت إلى الطبيب فصرف لي الكثير من الأدوية وكنت استخدمها باستمرار حتى أدت إلى إصابتي بالفشل الكلوي”.
ومع استمرار الحرب الدائرة في تعز منذ ثلاثة أعوام زادت معاناة مرضى الفشل الكلوي بما فيهم “علي” الذي يقطع مسافة ست ساعات سفر للوصول من الريف إلى المدينة ليحصل على جلستين غسيل في الأسبوع، خلافاً على ما كان الوقت عليه قبل الحرب “أربع ساعات يومياً”، ويستخدم غسيل الكلى لعلاج مرضى الفشل الكلوي الحاد عبر استخدام جهاز يعمل على تنقية الدم.
نفاذ الأدوية
نفاذ الأدوية اللازمة والإمكانيات الضروية لمرضى الفشل بات اليوم شبحاً يهدد مركز غسيل الكلى بتعز في معركة توفير أدوية للمرضى بشكلٍ غير منقطع وتأمين حياتهم.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس مركز غسيل الكلى بالمحافظة الدكتور “يوسف الزكري”، “إن إجمالي المرضى في المركز يتجاوز 330 مريضاً، موزعين على فترات متفاوتة يحتاجون إلى مستلزمات طبيه هامة تنقذهم من الموت المحقق في ظل الحرب.
وأضاف “الزكري” في حديثه لحرية برس: أن “المركز يُجري ما لا يقل عن 88 حالة غسل يومياً بمعدل جلستين أسبوعيا، لافتاً إلى أن الغسلة يجب أن تكون 4 ساعات ولكن مع قلة المواد انخفضت المدة لثلاث ساعات، وطالب “الزكري” الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية لدعم مرضى الكلى وانقاذهم في ظل حرب تضرب عمق البلد الفقير.
مناشدات
تدهور حالات المرضى وإغلاق عشرات المستشفيات في وجه آلاف اليمنيين، جعل عدداً من المنظمات الدولية والمحلية تطلق دعوات انسانية لإنقاذ مراكز غسيل الكلى التي تصارع للاستمرار بعملها.
بعد أن اضطر قرابة أربعة مراكز لغسيل الكُلى من أصل 32 مركزاً في اليمن إلى الإغلاق وإيقاف العمل منذ بداية الحرب، فيما تواجه المراكز المتبقية خطر نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة “أطباء بلا حدود” أن النزاع الدائر في اليمن أجهز على البنية التحتية مما أدى لكوارث مثل تفشي مرض الكوليرا، مشيرةً إلى أن ربع المرضى الذين يقومون بعمليات تصفية الدم يتوفون سنوياً منذ بدء النزاع باليمن عام 2015.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها، مطلع شباط الماضي، بزيادة عدد أجهزة تصفية الدم العاملة، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة والضروية بصورة عاجلة لمنع ارتفاع نسبة الوفيات في حين يصل عدد المصابين بالفشل إلى أكثر من 4400 حالة.
وخلفت الحرب الدائرة في البلاد منذ ثلاثة أعوام العديد من الأزمات عصفت بالمدنيين، بتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية وتفشي العديد من الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.
عذراً التعليقات مغلقة