حرية برس:
ظهرت العديد من التجاوزات من قبل أفراد في الجيش الحر، يشاركون في معركة “غصن الزيتون”، وذلك عقب سيطرة القوات على مدينة عفرين.
حيث أظهرت صور بثتها وكالة الأنباء الفرنسية وأخرى تداولها ناشطون، قيام عناصر بسرقة ممتلكات تعود لأهالي مدينة عفرين، فيما بات يعرف بظاهرة “التعفيش”.
كما أظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر آخرين بهدم تمثال “كاوا الحداد” وسط عفرين، وهو شخصية محورية في أسطورة كردية عن احتفالات عيد النيروز أو السنة الكردية الجديدة، وقال ناشطون إن العناصر الذين هدموا التمثال كانوا يظنون أنه لمؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان السجين في تركيا.
ولاقت الصور ردود أفعال غاضبة في أوساط السوريين من الثوار والمعارضين، حيث رأى معظمهم أن تلك التصرفات تعيد إلى الأذهان مشاهد ممارسات قوات الأسد ومليشياته في المناطق التي كانوا يدخلون إليها، كما أنها ذات الأفعال التي مارستها المليشيات الكردية في القرى التي دخلت إليها بعد طرد تنظيم “داعش”، داعين إلى محاسبة المتورطين بشكل فوري وعدم التساهل معهم.
التسامح ممنوع
وطالب المعارض والأكاديمي السوري الدكتور عبد الرحمن الحاج، في حديث “لحرية برس”، بإخضاع عمليات النهب التي قام بها عناصر من الجيش الحر للتحقيق والعقاب وإعادة الممتلكات لأهلها.
وقال الحاج إن الجيش الحر والسوريين أمام لحظة مهمة للبدء بإصلاح العلاقة بين العرب والأكراد السوريين، لحظة يجب أن تظهر فيه الثورة أنها مخرج للجميع، وأنها تحمل الأمل لتسوية الأزمات التي خلفتها عهود من الدكتاتورية والظلم، ورأى الحاج أن “معاقبة الذين ارتكبوا أعمال النهب المخزية ومحاسبتهم ضرورة لمنح الناس الثقة والأمن الذي يحتاجونه، وضرورة لمصداقية الذين حرروا عفرين من ميليشيا الوحدات، وأنهم محررون وليسوا محتلين جدد”.
وشدد الحاج على أنه لا يجوز التسامح مع أي انتهاكات بحجة الأولويات، فذلك النوع من التسامح هو الذي أنزل أفدح الضرر بالثورة.
ماركة غير حصرية
من جهته قال الناشط والإعلامي السوري محمد حاج بكري “لحرية برس” إن “ظاهرة التعفيش وسرقة المنازل كنا نظن أنها ماركة مسجلة باسم نظام الأسد ومليشياته القذرة ولكن للأسف تبين أن لدى بعض ممن حسبوا على الثورة ورجالها كانوا أكثر سوءاً وأكثر ارتزاقاً”.
وأضاف حاج بكري أن “هؤلاء اللصوص سرقوا الثورة وأفرغوها من أهدافها قبل سرقة المنازل في عفرين، وهم جزء من منظومة القذارة التي تدنس الغوطة اليوم، فالسارق واحد من مسرابا وحمورية وبلدات الغوطة إلى عفرين وقراها السورية”.
واستطرد قائلاً: “كنا سعيدين لخلاص أهل عفرين من بؤس مليشيا الوحدات وما شهدناه من صور جعلتنا نقف حائرين أمام قساوة المشهد”.
وطالب حاج بكري قادة الفصائل ومسؤولي غرفة عمليات غصن الزيتون بمحاسبة المتورطين والضرب على أصابعهم وحماية ممتلكات السوريين في كل القرى والبلدات التي تم دخولها”.
ردود أفعال غاضبة
الصور القادمة من عفرين أثارت العديد من الناشطين والمعارضين لنظام الأسد، حيث أدان العشرات من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي قيام عناصر من الجيش الحر “بالتعفيش”، وهنا نستعرض بعضاً منها:
حيث رفضت الناشطة مها الخطيب تلك المشاهد، معتبرة أن ظاهرة “التعفيش” على ما يبدو ثقافة عامة ويجب دراستها.
وطالب عمر إدلبي، رئيس تحرير “حرية برس” قادة الحكومة المؤقتة والجيش الوطني والفصائل بمحاسبة اللصوص بكل حزم، وقال إن الجيش الحر والثورة بريئة من هؤلاء.
وعلق الكاتب والمعارض السوري غسان المفلح قائلاً: “التعفيش تعفيش.. في عفرين أو سواها أيا كانت مبرراته، جريمة حقيرة وعار…”
بينما علق الناشط ناصر تركماني على تلك الأفعال قائلاً: “هؤلاء يريدون تحويل غصن الزيتون الى حطب ووقود للفتنة”.
محاسبة وحيدة مطلوب تعميمها
وكانت الفرقة الثانية التابعة للفيلق الثالث بالجيش الوطني السوري، أعلنت في بيان لها الأحد، فصل اثنين من عناصرها بعد ارتكابهما مخالفات ضد المدنيين في عفرين.
وقالت الفرقة الثانية في بيانها، إنها فصلت العنصرين عبد الفتاح إبراهيم (كتيبة سيوف الشام)، وفارس العمر (كتيبة الوعر)، وذلك “لتورطهما بالسرقة والتعدي على حقوق المدنيين”.
وأكد البيان أن كل شخص يثبت عليه التورط بالسرقة أو التعدي على حقوق المدنيين يعاقب بالفصل الفوري بعد التبيّن، ودعا إلى التعاون مع القيادة والتبليغ عن أي مسيء حتى يتم محاسبته.
Sorry Comments are closed