وليد أبو همام – حماه – حرية برس:
شجرة الفستق الحلبي من الأشجار المعمرة التي يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار فوق سطح الأرض، وهي من أهم المزروعات التي تشتهر بها سوريا، والتي وتعتبر ثمارها من الثمار ذات الفائدة الكبيرة لتقوية الذاكرة و لمرضى القلب.
وتعتبر بلدة مورك من أهم وأشهر المناطق في زراعة أشجار الفستق الحلبي حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالفستق حوالي 75 ألف هكتار، وبدأت هذه البلدة في زراعته منذ عام 1960، لتنتشر بساتين الفستق بشكل كبير نتيجة الإهتمام والرعاية من قبل المزارعين واعتمادهم على طرق الري الحديثة كالري بالتنقيط مما زاد في الإنتاج بشكل كبير وقد وصلت كمية الفستق التي تحملها الشجرة إلى ما بين 25 إلى 40 كيلوغرام، الأمر الذي جعل بلدة مورك تصدر منتوجها من الفستق الحلبي إلى الدول المجاورة.
ومنذ عام 2011 ومع بداية العدوان الذي شنته قوات الأسد على البلدة، بدأت بساتين الفستق الحلبي تفقد الرعاية اللازمة نتيجة بعد تهجير الأهالي وقصف قوات الأسد المستمر على البلدة، إضافة إلى حرق عصابات الأسد للكثير من البساتين انتقاماً من أهالي البلدة، الأمر الذي أوصل هذا المحصول إلى أدنى مستوى له، حيث أصبح إنتاج الشجرة لا يتعدى 10 كيلو من الفستق وكل ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها عدم وجود الأمان نتيجة القصف اليومي والذي أعاق المزارعين من رعاية الأشجار، والتكاليف الباهظة للفلاحة بسبب غلاء الوقود كما أن أشجار الفستق تحتاج عناية كبيرة وخاصة فيما يتعلق بمواعيد رش الأدوية والمبيدات الحشرية والري الكافي والأسمدة.
وفي حديث لحرية برس مع “أبو عبدو” (اسم مستعار) أحد المزارعين في بلدة مورك قال: “أن إنتاج الفستق الحلبي في بلدة مورك انخفض بنسبة 75%، بسبب المعارك العنيفة التي شهدتها البلدة بين الثوار وقوات الأسد في محاولة من قوات الأسد السيطرة على البلدة، والتي أجبرت الفلاحين على ترك أراضيهم والنزوح من البلدة، وأضاف “أبو محمد”: أن بلدة مورك كانت تعتبر الأولى في إنتاج الفستق الحلبي بأنواعه المختلفة كـ “العاشوري، والعليمي، والباتوري، وناب الجمل” والكثير من الأنواع المميزة والمرغوبة في كافة البلدان.
من جهته أفاد أحد أعضاء المجلس المحلي في بلدة مورك لحرية برس: “أن سبب إنتشار زراعة الفستق في مورك هو مساحة الأراضي الزراعية الواسعة، ويعتبر إنتاجها مصدر أساسي لدخل السكان، ورغم الظروف الصعبة فما زال بعض المزارعون يحافظون على هذه الأشجار رغم التحديات التي يواجهونها، ومعظم الإنتاج يتم تصريفه في تركيا ولبنان والمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، ولايخفى على أحد ما لاقته البلدة من دمار نتيجة المعارك التي شهدتها، حيث أن قوات الأسد قطعت الكثير من الأشجار وأحرقت البعض الآخر، وقد تجاوزت مساحة الأراضي التي قطعت أشجارها آلاف الدونمات، بينما لاتتعدى زراعة الأشجار الجديدة نسبة 10% من الأشجار المقطوعة، لذلك أصبح من الصعب تعويضها نتيجة عدم توفر نصب الأشجار وغلاء أسعارها، كما أن بعض المزارعين مازالوا يخافون الذهاب لأراضيهم خوفاً من الألغام التي زرعتها قوات الأسد هناك قبل خروجها من المنطقة.
وتحتاج شجرة الفستق الحلبي مابين 10 الى 15 سنة حتى تبدأ بالإنتاج وخلال هذه الفترة الطويلة لابد من وجود رعاية كاملة للأشجار ومع غياب الأمان وارتفاع الأسعار للأسمدة والمبيدات اللازمة للأشجار، بات المزارعون يعيشون تحدياً كبيراً قد يدفعهم إلى هجر هذه الزراعة غالباً، في ظل غياب واضح للجمعيات الخيرية والمنظمات المعنية بتقديم المساعدات والمشاريع الزراعية الخيرية والدعم للمزارعين، ولأهمية هذه الشجرة والفائدة الكبير التي تقدمها يطلق عليها السكان “الذهب الأحمر”.
يقول السيد “محمد” أحد سكان البلدة: أن بلدة مورك كانت معروفة منذ مدة طويلة بزراعة الفستق، واشتهرت بسوق الفستق والذي يعتبر وسيلة لعرض الإنتاج، والذي يجمع التجار من كافة المحافظات، وقد تعرض هذا السوق للدمار بشكل كامل إثر قصف قصف قوات الأسد للبلدة، ويضيف “محمد” بأن سعر كيلو الفستق يتراوح بين 500 إلى 2500 حسب نسبة النضوج و يشكل دخلاً جيداً للمزارعين رغم ما يواجهونه من مصاعب.
عذراً التعليقات مغلقة