المعراجُ إلى حمص – شعر: سليمان نحيلي

سليمان نحيلي8 مارس 2018آخر تحديث :
سليمان نحيلي

المعراجُ إلى حمص

شعر: سليمان نحيلي

– كنتُ في حمصَ الّليلةَ !

أعلمُ..ستقولونَ أني كاذبٌ؛

فلستُ من جبلَّةِ الأنبياءِ لأُعيدَ معجزةَ المعراجِ؛

ولا من الأولياءِ الصّالحينَ كي تكونَ لي كراماتٍ وأحوالُ…

– قال الغرباءُ مثلي:

جُنَّ ابنُ فاطمةَ بعشقه؛

فحمصُ دونها مسافاتٌ تُعجزُ الرّيحَ

لو شبَّتْ

وفوّهاتُ موتٍ وجنودُ…

– قلتُ، سأحكي لكم إذن:

أيقظني الّليلةَ صوتٌ من نومي، وقالَ:

قُم ياعبدَ اللهِ… فقمتُ..

ولكي أمضي في الحلمِ أو الكذبةِ لأَقلْ:

أنَّ صاحبَ الصوتِ منحني جناحينِ وقالَ:

يمّمْ وجهكَ شطر (َالعديَّةِ)

وآيتُكَ أن تعودَ قبيلَ بزوغِ الفجرِ

لكن لن تُحضرَ من البلادِ شيئاً معكْ…

قلتُ: رحماكَ مولايَ

لو ذرّةٌ من ترابِ البلادِ

كي تَتمَّ المعجزة…

قالَ اصمت وإلاّ..

فقبلتُ رغمَ أنفِ الحنينْ…

وبينما أقصّ الرّؤيا، تهامسَ الغرباءُ مثلي ثانيةً:

جُنَّ ابنُ فاطمةَ وصار يهذي..

فقلتُ: أنا من يتّبعني الغاوونَ

لكنِّي صادقٌ في حضرةِ الحنينِ

وإن كذبتُ

وكاذبٌ حينَ أقولُ البلادُ بعيدةٌ

تلكَ إحدى كراماتِ العشّاقِ

فهل من مُريد..؟

– أَجهشَ الغرباءُ مثليَ بالدَّمعِ، وقالوا:

خُذنا معكْ…

خُذنا معكْ…

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل