طارق المليحان – درعا – حرية برس:
في ظل الحرب التي تشنها قوات الأسد على المناطق الثائرة المحررة والخارجة عن سيطرتها، وبسبب الحصار وتراجع المستوى المعيشي في المناطق المحررة، وندرة فرص العمل وارتفاع مستوى البطالة، بدأت مجالات عمل جديدة تطفو على سطح الواقع المعيشي في تلك المناطق، وظهرت مهن وأعمال جديدة لم تكن موجودة سابقاً، وهنا بدأت قصة “أبو صدام”.
“أبو صدام” نازح من مدينة إزرع في محافظة درعا يسكن في مخيم للنازحين قرب مدينة الحراك، حاله كحال الآلاف من النازحين والمهجرين الذين يسكنون الخيام بعد أن دمرت مدنهم وبيوتهم بقصف قوات الأسد، ومنهم من هرب من قبضة الأسد ومخابراته خشية الإعتقال والتصفية.
كانت خيمة أبو صدام قديمة وممزقة وتحتاج للصيانة، الأمر الذي دفعه لشراء ماكينة خياطة، لخياطة وصيانة عوازل خيمته وخيام أهالي المخيم، والتي تحتاج للصيانة بين الحين والأخر، وخصوصاً الشوادر والقماش الذي يتمزق مع الوقت بسبب الرياح وأشعة الشمس وغيرها من العوامل.
يقول “أبو صدام”: أنه وبعد صيانته خيام أقاربه وخيام أهالي المخيم أصبح لديه خبرة جيدة في المجال وأصبح له شهرة، ليس في مخيمه فقط وإنما في المخيمات المجاورة، فبدأ يفكر في تحويل عمله إلى مهنة يكسب منها قوت يومه وطعام أطفاله، فاشترى مولداً كهربائياً لتشغيل الماكينة بسبب انقطاع الكهرباء في المنطقة.
ليؤسس “أبو صدام” عمله الخاص في خياطة الخيام الجديدة وإصلاح التالف منها، ومع الأيام ازدادت أعداد الخيام في المخيم وازداد الطلب على الخيام الجديدة وصيانة القديمة منها، ليزدهر عمل “أبو صدام” ويؤمن له مصدر رزق كريم يكفيه وعائلته.
يضيف “أبو صدام” بأن الطلب على العمل يتزايد في الفترة التي تسبق فصل الشتاء، مع تجهيز سكان المخيمات، خيامهم لمواجهة فصل الشتاء برياحة القوية وأمطاره، ويجني “أبو صدام” يومياً مبلغاً جيداً يكفي احتياجاته، أفضل من دخله في عمله السابق في رعي الأغنام.
وأوجد واقع الحصار والحرب الذي تنشها عصابات الأسد وميليشياته على المناطق المحررة مهناً ومجالات عمل لم تكن موجودة قبل، حيث أبدع الشعب السوري في التأقلم مع الواقع والتعايش معه باختراعات بديلة ومهن جديدة، مثل “شركات وصالات الانترنت، تجارة الألبسة المستعملة “البالة”، معامل الثلج في فصل الصيف، إستخراج مواد البناء من الأبنية المدمرة، وغيرها من المهن لتأمين لقمة عيش كريمة.
Sorry Comments are closed