“خنيفس”.. بؤرة الشر في جنوبي حماة

فريق التحرير31 يناير 2018آخر تحديث :
صور لضحايا قتلهم شبيحة “خنيفس” ورموا جثثهم على أطراف القرية، حرية برس©

وليد أبو همام – حرية برس:

في الجنوب الشرقي لمحافظة حماة على الطريق بين مدينتي حمص وسلمية، تقع قرية خنيفس، التي لطالما عانى منها الكثير من المدنيين من أهالي قرى ريف حماة الجنوبي الشرقي أو ممن يعبر الطرق القريبة من القرية والطريق الدولي.

عمد سكان هذه القرية ذات الغالبية “العلوية” على تشكيل مجموعات “تشبيحية” من شبابها على المدنيين، وكان أبرز وجوه التشبيح في المنطقة “محمود عفيفه” ذو الصيت السيء والمعروف قبل الثورة بالأفعال السيئة من السرقة،  إلا أن دعم “مصيب سلامة” عضو مجلس شعب السابق وشقيق اللواء “أديب سلامة” رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب، أطلق يده في المنطقة، وبدأت مظاهر التشبيح في القرية منذ الأيام الأولى للثورة، حيث تعرض الكثير من الناس من قرى ريف حماة الجنوبي الشرقي للضرب والسرقة والتشليح والمضايقات أثناء مرورهم من القرية ثم بدأ الأمر يتطور إلى تهديد بالقتل، واعتمد “محمود عفيفه” و عصابته على الطريق الدولي كوسيلة لاصطياد ضحاياهم حيث نصب حاجزاً لهم على الطريق ليبدأ بعدها إختفاء المدنيين عند هذا الحاجز.

شهادات حية
+18 صور لضحايا قتلهم شبيحة “خنيفس” ورموا جثثهم على أطراف القرية، حرية برس©

أكد شهود عيان “لحرية برس” أن العصابة المذكورة كانت تركز عمليات الخطف على أبناء المحافظات الشمالية من البلاد “حلب، ديرالزور، الرقة، وإدلب”، ففي الشهر السادس من عام 2013 تم إيقاف سيارة يستقلها خمسة أشخاص من محافظة إدلب على حاجز “عفيفة” وتم اقتيادهم إلى قرية خنيفس بجانب الفرن، يقول المخطوفون الذين هربوا فيما بعد أنهم تعرضوا لشتى أنواع التعذيب، وكان هناك ثلاثة أشخاص أيضاً خطفوا وأحدهم كان عضوا في “لجنة المصالحة” ويدعى حسين ولكن منصبه لم يشفع له، وكان الهدف الأول من الخطف طلب مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم وفي كثير من الأحيان كان يتم تصفيتهم حتى لو تم دفع الفدية، تمكن المخطوفون الخمسة من الهرب بعد حوالي الشهر من خطفهم، بعد كسرهم للباب ليلاً  ليركضوا في البساتين والأراضي الزراعية  دون علم إلى أين هم ذاهبون، وكأنها الشهقة الأخيرة فإما الحياة وإما الموت، ليعثر على بعضهم مرابطون من الثوار على جبهة “عيدون”، ويبدأ القصف من قبل قوات الأسد على الأراضي المحيطة بالقرية إلا أن المخطوفين تمكنوا من النجاة، هؤلاء قلة استطاعوا النجاة إلا أن الكثير من الذين خطفوا في تلك المنطقة من الرجال والنساء والأطفال تمت تصفيتهم وتشهد على ذلك الجثث المرمية حول القرية.

وأفاد “ياسر” أحد المرابطين على هذه الجبهة في حديث لحرية برس: أن الثوار كانوا يتسللون ليلاً إلى أطراف قرية “خنيفس” من الجهة الشرقية، وكانوا يشاهدون جثثاً مرمية بين الأشجار أو في الآبار، معظمها مقيدة الأيدي والأرجل وقد تم قتلهم إما بالرصاص أو خنقاً بأسلاك معدنية، بعض الجثث لم يمض على قتلهم زمن طويل وكان هناك نساء وأطفال قد تم وضعهم في أكياس والبعض تم قطع رأسه، وأضاف “ياسر”: أنه من الصعب سحب أية جثة بسبب بعد المسافة وكون المنطقة تقع شرقي قرية خنيفس بالإضافة إلى تفسخ الجثث.

الموالون ضحايا أيضاً
الشبيح “محمود عفيفه” متزعم أكبر عصابة للخطف والقتل في قرية خنيفس بريف حماة الجنوبي الشرقي

في الآونة الأخيرة وعندما شعر عناصر العصابات في القرية أن مردودهم المادي من عمليات الخطف والسرقة والقتل والابتزاز ينخفض بعد الحذر الشديد الذي أصبح لدى المدنيين الذين يسلكون الطريق وتجنب الطرقات المحيطة بالقرية، بادرت العصابات بخطف الموالين لنظام الأسد من الطبقة الغنية والمساومة عليهم بغية الحصول على المال، وعلى إثر إحدى العمليات قتل ضابط من قوات الأسد، لتصبح عصابة “محمود عفيفة” ملاذاً للمجرمين وقطاع الطرق، وفي شهر أيار من العام الماضي، حاولت قوات أمنية من الأمن العسكري اعتقال “محمود عفيفه” وبعض الفارين وحصلت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة أصيب على إثرها عدد من الشبيحة، وانتهت الحملة دون أن تتمكن من تحقيق هدفها، لتتمكن وساطات من أهالي القرية، من تحييد محمود عفيفة وكف يده كزعيم للعصابة مقابل تخلي فروع الأمن عن اعتقاله.

يتبع..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل