زينب سمارة – حرية بس:
نفذ عشرات الشبان وقفة احتجاجية في ساحة كنيسة المهد، بمدينة بيت لحم المقدسة، في الضفة الغربية، احتجاجاً على زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس للأراضي المحتلة، والتي بدأها بالأمس، الأحد، وتستمر ليومين، سيزور خلالهما حائط البراق.
ورفع المحتجون لافتات تحمل شعارات مناهضة لزيارة المسؤول الأمريكي، وأحرقت صورة وعلم بلاده، في رسالة منهم إلى أن أي خطة لتقويض المشروع الفلسطيني لن تمر بسهولة.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية بالأمس، الأحد، أن يوم غد الثلاثاء سيكون يوم إضراب شامل اعتراضاً على زيارة “بنس” للبلاد، وتفعيلاً لدور المقاومة الشعبية ضد قرار ترامب، وأي قرارات أخرى تستهدف القضية الفلسطينية.
واجتمع “بنس” اليوم الاثنين، بنتنياهو في ظل مقاطعة فلسطينية شعبية ودبلوماسية لزيارته. وكان “بنس” قد استخدم في بداية كلامه مع نتنياهو تعبير “إنه لشرف عظيم أن أكون في القدس، عاصمة إسرائيل”، مع تكريره التعبير ذاته عدة مرات، ما رسم البسمة على محيّا نتنياهو الذي كان سعيداً بالمرة الأولى التي يجرؤ فيها قائدان على النطق بهذه الكلمات، ما أشعل غضب الشارع الفلسطيني مرة أخرى.
وأكد “بنس” خلال حديثة، أن قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، قد زاد من فرص إحلال السلام بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني، معبراً عن أمله في أن تكون بداية لاستكمال المفاوضات بينهما، للوصول إلى حل عادل يتفق عليه الطرفان، في ظل دعم الولايات المتحدة الأمريكية، حسب قوله.
يذكر أن “بنس” لن يقوم بإجراء أي زيارات للجانب الفلسطيني، ما ينزع صفة السلام من زيارته. وألقى اليوم خطاباً في الكنيست الصهيوني، في ظل مقاطعة النواب الفلسطينيون للخطاب. وتضمن خطاب نائب الرئيس الامريكي مايك بنس في الكنيست مساء اليوم، وعداً بنقل السفارة مع نهاية عام 2019، وأن وزارة الخارجية قد أعطيت الأوامر بالبدء بالإجراءات اللازمة من أجل تثبيت القرار على أرض الواقع.
من جهة أخرى، سافر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبيل وصول بنس إلى المنطقة، في زيارة خارجية قصد فيها الاتحاد الأوروبي لدعوته للاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، على حد تعبيره.
وعقد الاتحاد الأوروبي جلسة اليوم في بروكسيل، قام عباس خلالها بمطالبة دول التكتل الأوروبي بالاعتراف رسمياً بفلسطين في أسرع وقت، مع تأكديه على تمسكه بالسلام كحل وحيد للصراع الفلسطيني الصهيوني، مخاطباً دول الاتحاد بصفتها شريكاً حقيقياً لعملية السلام.
ومن ناحيتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، خلال الاجتماع اليوم، أن الاتحاد يدعم رغبة الشعب الفلسطيني بعاصمة في القدس الشرقية، داعية الأطراف الراعية لعملية السلام للتصرف بحكمة ومسؤولية تجاه القضية. وأكدت موجريني على أن الاتحاد الأوروبي بصدد بذل قصارى جهده للوصول لحل عادل للصراع الفلسطيني الصهيوني على أساس حل الدولتين، وجعل القدس عاصمة للطرفين معاً. وكشفت خلال كلمتها اليوم عن تعاون أردني أوروبي لإحياء عملية السلام من جديد في المنطقة.
وساد جو من التوافق أبداه وزراء خارجية الدول الأوروبية خلال الاجتماع اليوم، إذ تمحورت تصريحاتهم حول التزام دولهم بحل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن الرئيس سيطلب من وزراء خارجية الدول الأوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة كرد على قرار ترامب المجحف بحق القضية والقدس.
يذكر أن عباس قد ندد خلال خطاب ألقاه في اجتماع اللجنة المركزية، الأسبوع الماضي، بصفقة العصر التي دعاها “صفعة العصر”، وأنها قد قتلت اتفاق أوسلو التي تعتبرها السلطة ركيزة لعملية السلام. ومع قلب الطاولة، وتغير قواعد اللعبة، قال المالكي أن اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين سيكون الصفعة الحقيقة، وأنه سينهي احتكار الأمريكيين لرعاية عملية السلام، إذ ستحل دول أوروبية محلها في حال إنصافهم للطرفين، والذي يبدأ بحسب قول المالكي، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويقول ديبلوماسيين في بروكسيل، أن طلب الرئيس عباس، أمر بعيد المنال، وأن أكبر ما قد يحققه عباس خلال زيارته هو اتفاقية شراكة يعقدها مع تكتل دول الاتحاد، وهو ما يعتبره المالكي فرصة للاعتراف بفلسطين أيضاً. وعن تلك الخطة، صرح مصدر رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي أنه ثمة خطة تطبخ في المطبخ الأوروبي، لكن لا أنباء عن مضمونها حتى اللحظة، في حين يعمل صهر ترامب ووزير خارجيته على خطة أخرى مماثلة لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. وبحسب قول المالكي، كان على الفلسطينيين عدم الانتظار، وتقديم خطتهم أولاً، نظراً للرفض الفلسطيني المسبق لأي خطة أمريكية مجحفة بحق الأراضي والقدس واللاجئين.
عذراً التعليقات مغلقة