عمران الدوماني – الغوطة الشرقية – حرية برس:
بطريقة مختلفة، بدأت ماجدة سلام، ذات الخمسين عاماً، والمحاصرة في الغوطة الشرقية لدمشق، بتوثيق أحداث الثورة السورية التي انطلقت في منتصف آذار عام 2011 عبر رسومات تجسد الحقائق.
اتخذت ماجدة الرسم هواية لها منذ أن كان عمرها 7 سنين وحتى اليوم، ومنذ بداية الثورة السورية أصبحت تجسد بالقلم والألوان أحداثها، وقد رسمت أكثر من 350 لوحة.
تتحدث الكثير من رسوماتها عن الحصار الخانق الذي تتعرض له الغوطة الشرقية، ومن ضمنها الأطفال الذين يموتون جوعاً، ومرضى السرطان المهددين بالموت إن لم تصل جرعاتهم وعن واقع الأطفال المؤلم في الغوطة المحاصرة.
تقول ماجدة في حديث لحري برس: “منذ أن بدأت الثورة السورية بدأت أواكب أحداثها برسوماتي التي جسدت مآسي الحصار الخانق وصمت المجتمع الدولي على جرائم الأسد ومجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، كنت أريد المشاركة في الحراك الثوري منذ بداية الثورة لكن لم أستطع إلا المشاركة برسوماتي بسبب الخوف الشديد من عصابات الأسد في المدينة”.
وتضيف ماجدة أنها رسمت أكثر من 350 لوحة جسدت مآسي الشعب السوري علها تساهم في مساعدة المحاصرين بإيصال صوتهم.
ونوهت ماجدة أنها جسدت حصار الغوطة الشرقية في إحدى رسوماتها، وكانت عبارة عن طفل يعمل في جمع البلاستيك لكي يبيعه ويشتري بثمنه الغذاء له ولعائلته، وفي لوحة أخرى رسمت طفلاً يدعو الله أن يفك الحصار، وأيضاً رسمت عن القصف والمجازر اليومية التي يرتكبها النظام بحق أهالي الغوطة الشرقية وكانت عبارة عن طفل يحمل أخاه الصغير المصاب جراء القصف.
وقد تحدثت ماجدة أيضاً أنها جسدت أحد المواقف برسوماتها التي أثرت بها وهو مداهمة عصابات الأسد لمنزلهم واعتقال اثنين من ابنائها وسرقة بعض محتويات البيت.
بأدوات بسيطة ووسط حصار خانق، تحاول ماجدة تجسيد إيمانها بالثورة ورسم مشاعرها بالألوان، رافضة أن يمنعها كبر سنها من المشاركة في الحراك الثوري الذي تعتبر الغوطة الشرقية أبرز معاقله.
عذراً التعليقات مغلقة