أزمة تلوث في حمص بعد عودة معمل السماد للعمل

فريق التحرير22 ديسمبر 2017آخر تحديث :
معامل شركة أسمدة حمص

علي عز الدين – حرية برس:

 

عادت ملوثات مصنع السماد السوبر فوسفاتي في الشركة العامة للأسمدة بحمص للظهور، بعد توقف كامل لأكثر من عامين وعودته للعمل من جديد في الثاني من كانون الأول /ديسمبر هذا العام.

وتبلغ الطاقة الانتاجية للمعمل 350 طن في اليوم الواحد، أي مايقارب 20 طن في الساعة الواحدة، والمعمل الذي يتربع على كتف بحيرة قطينة، سبب ومازال أمراضاً خطيرة لسكان المنطقة، منها الاجهاضات والسرطانات وتشوهات الأجنة، كما قتل الحياة الطبيعية في البحيرة المجاورة له بعد رميه لمخلفات صناعة الاسمدة وهي مخلفات كيماوية سامة وقاتلة.

بعد أن بدأت الطبيعة ترمم نفسها، وعادت الحياة الطبيعية للبحيرة – بعد توقف المصنع – تم زرعتها بأكثر من 80 نوع من السمك، وعادت البحيرة لدورها الطبيعي كمورد رئيسي للدخل لأهالي المنطقة، في الزراعة وصيد السمك، والتي كانت مدمرة قبل هذا بسبب التلوث الكبير الناجم عن صناعة الاسمدة، وغيرها من الصناعات الملوثة الجاثمة فوق صدر البحيرة، وسكان القرى المحيطة بها، وهي اليوم مهددة بالفناء بعد عودة المصنع للإنتاج وبالتالي عودة الملوثات.

مخلفات صناعة الأسمدة الكيميائية الملوثة، والتي كانت عبر السنوات نقمة لأهالي المنطقة، وتسبب العديد من الأمراض الخطيرة، عادت مع عودة المصنع للعمل لتدمر حياة سكان قرية قطينة، وهي الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

توجه أهالي القرية بعدة شكاوى لإدارة المعمل في البداية، ومن ثم إلى المحافظة، ووزارتي الزراعة والصناعة، ولم يكن هناك أي استجابة.

وكانت الكثير من وسائل الإعلام قبل الثورة، قد تحدثت عن أضرار ومخلفات الصناعات الكيميائية المقامة على كتف بحيرة قطينة، وتلقى أهالي المنطقة الكثير من الوعود من مسؤولي النظام – بينهم نائب رئيس الوزراء عبد الله الدردري في تلك الأيام – بنقل المصنع ليكون بجوار مناجم الفوسفات في منطقة خنيفيس. إلا أن كل الوعود بقيت حبراً على ورق، فالمصنع القديم المتهالك يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة نتيجة الصيانة المتكررة، وما تحققه من عمولات وخلافه، وهذا ما لن يتحقق لهم إن تم ايقاف المصنع القديم وأنشئ مصنعاً حديثاً بدلاً عنه.

حالات مرضية كثيرة بدأت بالظهور على سكان القرى المحيطة بالمعمل، وخصوصاً سكان قرية قطينة، بعد عودة المصانع المتهالكة المتربعة على كتف بحيرة قطينة للعمل، بدءاً من الربو ووصولاً للسرطان بسبب تلوث المنطقة بهذه المخلفات. مما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي والجهات الاعلامية التابعة للنظام، لكن لم يكن هناك أي استجابة.

يقول أحد سكان القرية لـ “حرية برس”: عاد معمل الأسمدة للعمل منذ بداية الشهر، وحتى هذه اللحظة لا نستطيع التعايش مع كثافة هذه المخلفات، حيث تغيرت مياه البحيرة بشكل كلي، وأصبحت رائحة المعمل تغطي المنطقة، وتسبب لأطفالنا العديد من الأمراض، وتوجهنا بعدة شكاوى لكن لا حياة لمن تنادي. وأضاف المواطن في حديثه لـ “حرية برس”: والدتي في عمر 80 عام وتعاني من عدة مشاكل صحية، تعرضت مؤخراً لوكسة صحية، ونقلتها على الفور للمشفى، وبعد أن شخّص الطبيب حالتها أمرني بإبعادها عن المنطقة، لأن التلوث سيسبب لها الوفاة مباشرة، بسبب حساسيتها ضد هذا التلوث.

الجدير بالذكر أن الكثير من المعامل المتآكلة الهرمة تتربع على ضفاف بحيرة قطينة، وتتسبب في تلوث كبير وضرر صحي لسكان المنطقة، وكان خبراء ألمان كلفوا من وزارة الصناعة بالكشف على واقع العمل في الشركة العامة للأسمدة قدموا في عام 2006 تقريراً قدروا بموحبه الخسائر الناحمة عن التلوث الذي تسببه معامل الأسمدة بما يعادل 4- 5 مليارات ليرة سورية سنوياً، وهي وبتراكمها لعشر سنوات تساوي كلفة انشاء معمل جديد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل