تعد مشكلة مخلفات الحرب من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، سواء تلك التي تتعرض لقصف قوات الأسد، أو التي تم تحريرها مؤخراً من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
حيث أن الذخائر العنقودية المحرمة دولياً والتي يستخدمها النظام وحليفه الروسي دون رادع، تحتاج إلى إمكانيات وجهود كبيرة لعزلها وحماية الناس منها، كما أن تنظيم “داعش” عادة ما يخلف وراءه آلاف الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء دون تمييز.
وقال مدير مركز الدفاع المدني في مدينة الباب لحرية برس أنه يوجد أكثر من 30 بالمئة من الألغام حتى اللحظة في محيط المدينة” وننتظر المعدات المطلوبة لنزعها بشكل كامل، وقد نزعنا منذ تحرير المدينة وحتى اليوم ما يقارب من “عشرة آلاف لغم وقذيفة”، وسنبدأ أيضاً بحملات توعية كاملة لجميع مدنيين الباب وضواحيها، تصريح السيد خالد الكراز جاء على خلفية استشهاد طفلان يوم أمس بانفجار لغم من مخلفات الحرب في المدينة.
وكان قد استشهد يوم أمس طفلان وجرح آخرون في انفجار متفجرة من مخلفات الحرب في المدينة (لغم أرضي أو قنبلة عنقودية) على سفح الجبل في ظاهرة غريبة على بعض النازحين الجدد من المحافظات الأخرى إلى المدينة المذكورة.
وأوضح الكرز أن الدفاع المدني عمل منذ بداية تحرير مدينة الباب في مجالات كثيرة، منها جمع مخلفات الحرب من قذائف والغام وصواريخ لم تنفجر، وقد جمعنا مايقارب 10 الاف لغم وقذيفة، وتم تسليمها إلى الجهات المختصة، مضيفاً ” كلفنا هذا العمل ثلاثة أفراد من فريق الدفاع المدني، وإثنين من الضباط” موضحاً أن الجهود كانت فردية في بداية العمل ” في البداية لم يقم أحد بمساعدتنا سوى أشخاص وليس منظمات ووثقنا جميع الحالات لدينا بشكل واضح” ..
من جهته أوضح السيد “عمار نصار” أن المجلس المحلي لمدينة الباب في اجتماع طارئ منذ لحظة وقوع الحادث، للبحث عن خطط سريعة للتخلص من بقايا الألغام، وأضاف “نصار” وهو مدير المكتب الاعلامي في المجلس ” سنطلب من الأخوة الأتراك والمنظمات المعنية لتفعيل فرق مختصة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب بشكل سريع”.
وأشار “نصار” لوضع البنية التحتية المنكوبة للمدينة، وأن حل موضوع الألغام يحتاج لامكانات أكبر من امكانات المجلس ” هناك دول حتى اللحظة لم تستطع التخلص من مخلفات الحروب، وقد وضع تنظيم داعش الألغام بأماكن عدة لا يمكن لنا كشفها إلا باستخدام أجهزة متطورة جداً وهي غير متوفرة لدينا” وقد استشهد شاب من عمال النظافة اثناء إزالة القمامة من شوارع المدينة.
بدوره أوضح “الكراز” أن الأطفال لا يعلمون خطورة القنابل ومعظمهم تم تهجيره مع أهله من مناطق أخرى في سورية، وفي حالتنا فقد كان الأطفال يلعبون فيها ككرة قدم وهذا ما تسبب بإنفجارها مع العلم أن الحملات التوعوية السابقة لم تشمل جميع مدارس مدينة الباب بشكل كامل مؤكداً أنهم بصدد عمل كبير منها حملات توعية في المدارس داخل المدينة واظهار صور للألغام للإبتعاذ عنها وقد قمنا سابقاً بحملات عديدة مشابهة ونخطط لإنشاء مركز خاص للبحث عن مخلفات الألغام وننتظر الأجهزة المطلوبة لتكملة مابدأنا به.
عذراً التعليقات مغلقة