العائدون إلى حربنفسه يواجهون انعدام مقومات الحياة

فريق التحرير13 نوفمبر 2017آخر تحديث :
تعتبر حربنفسه من القرى المنسية رغم أنها شهدت حملة عسكرية ضخمة أواخر عام 2015 أدت لدمار هائل في البنى التحتية

ريف حماة الجنوبي – حرية برس:

تعد حربنفسه من القرى المنسية في ريف حماة على الرغم من أهمية موقعها الاستراتيجي قرب محطة الزارة الحرارية لتوليد الكهرباء، ويعاني أهلها منذ سنوات من الحصار  وانقطاع الدعم عن المؤسسات المحلية وغياب الخدمات، عدا عن الحملة العسكرية الشهيرة أواخر عام 2015 والتي دفعت معظم أهالي القرية للنزوح.

وحربنفسه قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 10000 نسمة، تقع في الريف الجنوبي لمحافظة حماة وهي متاخمة لمحافظة حمص حيث تقع بين الرستن والحولة ويحيط بها عدد من القرى الموالية لنظام الأسد منها: (جدرين ،كفرقدح ،الموعة ،الزارة).

واليوم مع هدوء القصف النسبي على اعتبار دخول المنطقة ضمن اتفاقيات خفض التصعيد، يعود النازحون إلى القرية التي هجّروا منها، ولا يجدون شيئاً من سبل الحياة في القرية المنكوبة.

وفي حديث لحرية برس؛ أفاد السيد سامي أبو محمد رئيس المجلس المحلي لقرية حربنفسه: بأن عدد سكان القرية مع النازحين قبل الحملة العسكرية كان ما يقارب 10 آلاف نسمة حيث تم تهجيرهم مع بداية عام 2016 وحين نزوح أهالي القرية توزعوا في عدة مناطق من ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي في كل من قرى طلّف وعقرب ومنطقة الحولة ومنهم من يتواجد في الأراضي الزراعية من رعاة المواشي.

وأوضح السيد أبو محمد أن عودة ما يقارب 180 عائلة من أهالي القرية دفعت المجلس المحلي لإعادة تأهيل أحد الآبار الجوفية ليخدم أهالي القرية ممن عادوا إليها وسط ظروف إنسانية صعبة مرت عليهم في فترة النزوح.

لكن البئر الذي تم إعادة تأهيله لا يخدم سوى 30% من القرية ولا يمكن ضخ المياه على الشبكة بسبب الأعطال التي طالت الشبكات نتيجة القصف، حسب السيد سامي، مضيفاً أن المجلس المحلي يحاول تخديم الأسر الموجودة، وأشار لوجود صعوبات تتعلق بالدعم لتشغيل المولدات لعدم توفر دعم بمادة المازوت.

وحول طريقة توزيع المياه، قال السيد سامي إنه يتم توزيع المياه للأهالي عن طريق صهاريج المياه، ولا يمكن في الوقت الحالي أن يكون التوزيع بالمجان لعدم وجود ممول لتشغيل “الغاطسة”، وناشد في نهاية حديثه المنظمات والمؤسسات الإنسانية لدعم القرية المنكوبة.

صورة بعيدة لقرية حربنفسه جنوبي حماة وتظهر فيها محطة الزارة الحرارية الاستراتيجية

من جهته أوضح أبو اسحق، الناشط الإعلامي في قرية حربنفسه، لحرية برس: بأن صعوبات كثيرة تواجه الأهالي العائدين، حيث تعتمد القرية بشكل رئيسي على الزراعة، واليوم تنحصر الزراعات في منطقة واحدة جنوب التلة، ولا يستطيع الأهالي زراعة أراضيهم الواقعة غرب التلة بسبب حاجز “الغربال” الذي يستهدف المدنيين، فيما أشاد ابو اسحق بعمل المجلس المحلي بإعادة تأهيل بئر المياه منوها لأهمية هذا العمل وتأثيره الإيجابي على القاطنين في القرية رغم الإمكانيات المحدودة.

وشهدت قرية حربنفسه بريف حماة الجنوبي حملة عسكرية ضخمة في نهاية العام 2015 حيث حاولت قوات الأسد اقتحام القرية لأشهر وبدعم جوي من طائرات العدوان الروسي الذي استهدف القرية بمئات الغارات، وتسبب بدمار معظم البنى التحتية والمنازل السكنية، ونزوح الأهالي، لكنها صمدت في وجه الحملة في نهاية المطاف بفضل استبسال الثوار في الدفاع عنها.

  • إعداد محمود أبو المجد – تحرير مالك الخولي
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل