المعتصم بالله صويص – ريف حمص الشمالي – حرية برس:
تأثر إنتاج الزيتون في السنوات الأخيرة بريف حمص الشمالي، في ظل الحصار والقصف وقلة المواد اللازمة للإنتاج وانحسار الأراضي الزراعية، ففي خضم هذا كله تزداد معاناة المزارعين مع قدوم موسم الزيتون.
لكن معاناة المزارعين لا تقتصر على هذه الأسباب، حيث يُضاف إلى ذلك ما يتعرضون له من استغلال من قبل أصحاب معاصر الزيتون بشكل صريح ومعلن، حيث لا يكتفون بأخذ أجرهم مقابل عصر الزيتون فحسب بل يأخذون المخلفات أيضاً التي يستخدمها المزارعون كمواد تدفئة في الشتاء في ظل غياب مادة المازوت ونقص الحطب وغلاء أسعاره.
ويزداد هذا الاستغلال مع إهمال الجهات الرادعة إن كانت تشريعية أو مدنية، الأمر الذي يجعل من أصحاب المعاصر أكثر استغلالاً وجشعاً.
أبو شاكر عضو تجمع اتحاد فلاحي ريف حمص الشمالي، قال في حديث لحرية برس؛ إن محصول الزيتون مثل أي محصول زراعي يقوم المزارع بانتظاره طيلة أيام السنة، إلا إن التجار وأصحاب النفوس الضعيفة يقاسمون المزارع على نصف محصوله وأكثر، فمثلاً أصحاب معاصر الزيتون يأخذون مخلفات عصر الزيتون (التمز) والتي بات يعتمد عليها الأهالي كوقود للتدفئة في فصل الشتاء”.
وأضاف أبو شاكر: “لو قمنا بعملية حسابية فإن نسبة مخلفات عصر الزيتون تتجاوز ال60 بالمئة من الإنتاج الذي يحصل عليه المزارع، ومن ثم يأخذ أجر عصر الزيتون”، وطالب كل من يعنيه الأمر بالتدخل ووضع حد لإيقاف استغلال المزارعين ومأساتهم اليومية.
من جهته اشتكى أبو أحمد وهو أحد مالكي مزارع الزيتون من الأوضاع التي وصل إليها المزارعين، وطالب أصحاب المحاصيل بتبيان الأسباب التي تجبرهم على ترك مخلفات الزيتون لصالح أصحاب المعاصر ومن ثم شرائها منهم بأسعار باهظة جداً.
وأوضح أبو أحمد بأن سعر الطن الواحد للتمز يتجاوز مائة ألف ليرة سورية، مضيفاً بأن ذلك أجبر الكثير من مالكي مزارع الزيتون إلى قصّ أشجار الزيتون واستخدامها كوقود للتدفئة والكل يعلم من الأحق بتلك المخلفات.
يُشار إلى أن زراعة الزيتون في الريف الشمالي تراجعت إلى نحو 50 بالمائة بسبب الحرب وهجرة الفلاحين لأراضيهم، بالإضافة إلى نقص الأسمدة والمبيدات وارتفاع أسعارها بشكل جنوني إن وجدت، نتيجة الحصار.
Sorry Comments are closed