4 سيناريوهات للرد الأميركي على الفصائل الموالية لطهران

مصطفى النعيمي1 فبراير 2024آخر تحديث :
مصطفى النعيمي
جنود من القوات الأمريكية في سوريا – وكالات

مثل مقتل ثلاثة جنود أميركيين باستهداف مسيرات تابعة لفصائل موالية لطهران في سوريا والأردن ضربة صاعقة للقوات الأميركية العاملة في منطقة الشرق الأوسط، وساهم بشكل كبير في زيادة حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران لدى صناع القرار الأميركي.

ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين أميركيين فجر يوم الإثنين 28 تشرين الثاني الجاري واصفا هذه الخطوة بأنها أول مرة يقتل فيها جنود أميركيون في هجمات على مصالح أميركية منذ بدء الحرب على غزة.

وفي السياق ذاته أقرت القيادة الوسطى الأميركية بمقتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة وعشرين آخرين في هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة في شمال شرقي الأردن.
وفي بيان للرئيس الأميركي جو بايدن قال فيه “بأن قلب أميركا مثقل بالهموم لمقتل ثلاثة جنود في الهجمات التي استهدفت قواتنا شمال شرقي الأردن”.

وأضاف البيان “سنحاسب كل المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف قواتنا في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها”.
وشدد البيان على “أننا ما زلنا نجمع المعلومات عن هذا الهجوم ونعلم أنه تم تنفيذه من قبل جماعات متطرفة مدعومة من إيران”.
وحذر البيان من تلك الهجمات واصفا إياها بأنه لا أحد يشك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين عن هذا الحادث.

وفي ظل تلك الهجمات يرى مراقبون بأن خيارات واشنطن للرد على استهداف قواتها في سوريا والأردن أصبح أكثر إلحاحا وينبغي أن ينطلق من مروحة ردود أوسع وبتأثير أكبر وأن يشمل مناطق عمليات قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق إضافة إلى اليمن.

السيناريو الأول:
استهداف تحركات الميليشيات الموالية لطهران القادمة من العراق عبر معبر البوكمال الحدودي بالتزامن مع تحركاتهم في سوريا لا سيما في محيط المربعات الأمنية والعسكرية في المناطق المتوقع استهدافها بمحيط معبر البوكمال وصولا إلى قاعدة الإمام علي.

حيث ستشمل تلك الاستهدافات تحركات وتموضع الميليشيات على الضفة الغربية لنهر الفرات انطلاقا من محيط معبر “البوكمال – القائم” مرورا بمحيط مطار دير الزور العسكري الذي بات يمثل الثقل الأكبر في مشروع التدريب على المسيرات الإيرانية بإشراف الحرس الثوري الإيراني.

السيناريو الثاني:
استهداف تحركات الميليشيات بعد وصولها إلى نقاطها العسكرية الجديدة أسوة بالعمليات الأخيرة لمطاردة قيادي في حركة النجباء بالقرب من المدخل الرئيسي لوزارة الدفاع العراقية في العاصمة العراقية بغداد.

وبناء على المعطيات السابقة في أول عملية مطاردة جوية لملاحقة رتل لقيادي في حركة النجباء واستهدافه بالقرب من الوزارة في رسالة سياسية بأداة عسكرية للقائد العام للجيش والقوات المسلحة العراقية، إضافة إلى منصبه رئيسا للوزراء بضرورة الامتثال بعدم تقديم الدعم لتلك المجاميع الإرهابية، وإن تقديم الغطاء اللوجستي لتلك الميليشيات سيتبعه ضربات جوية داخل مؤسسات الدولة العراقية.

السيناريو الثالث:
استهداف التحركات المريبة للميليشيات “المقاتلين والعتاد” في محيط قاعدة جرف الصخر بمحافظة بابل جنوبي العاصمة العراقية بغداد.

وتمثل قاعدة جرف الصخر المعقل الرئيسي لتجمع ما يطلق عليها “المقاومة الإسلامية في العراق” والتي أعلن عن تشكيلها في التاسع تشرين أول/ أكتوبر 2023 والتي ضمت تحالف القوى العسكرية التي أخرج ممثلوها السياسيون إبان تشكيل حكومة الإطار التنسيقي.

ويعود السبب الرئيسي لتشكيل غرفة العمليات للتنسيق الكامل بين الفصائل العراقية وحلفائها في سوريا ولبنان واليمن وذلك لتخفيف الضغوط الأميركية الممارسة ضدها، ولتوزيع الوسائط والقوى في ساحات أكبر بعيدا عن تشكيلات هيئة الحشد الشعبي العاملة ضمن ملاك وزارة الدفاع العراقية.

السيناريو الرابع:
استهداف المناطق التي تتموضع فيها منصات إطلاق الصواريخ الباليستية من طراز “فاتح 110” والتي استخدمت في هجمات مماثلة من قبل ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في استهداف محيط القنصلية الأميركية، إضافة إلى محيط قاعدة حرير بمحافظة أربيل شمالي العراق، وهذا السيناريو يرتكز على حجم ومدى الزخم المطالب بالانتقام لمقتل 3 جنود أميركيين في هجمات مزدوجة نفذتها ميليشيات موالية لإيران استهدفت قواعد عسكرية في سوريا والأردن.

ومن مؤشرات تأخر الرد العسكري الأميركي اليوم فهو يعتمد في صلب خطته على أهمية جمع أكبر كم من المعلومات من خلال جهود المسيرات الأميركية العاملة في سوريا والعراق ووضعها في سياقها استخباريا ومعالجتها أمنيا وعسكريا لتحديد أولوية الأهداف من حيث إلحاق أكبر كم من الخسائر بصفوف الميليشيات الموالية لطهران.

ويرى مراقبون بأن فشل الدفاعات الجوية في اعتراضها للمسيرات الإيرانية أحادية الاتجاه التي استهدفت قاعدة التنف في بادية حمص السورية على المثلث الحدودي العراقي الأردني إضافة إلى “قاعدة البرج 22” في أقصى نقطة شمالية شرقية عند ملتقى حدود الأردن بسوريا والعراق، وتوجد القوات الأميركية في قاعدة البرج منذ 17 تشرين أول /كتوبر 2023 كجزء من مهمة تقديم الاستشارة والمساعدة مع الأردن.
وفي ظل تلك السيناريوهات والردود المحتملة هل ستؤثر تلك الضربات على حجم واتساع رقعة المواجهة في عمليات الاستنزاف الأميركي الإيراني في المنطقة العربية، وهل تستغل طهران الموقف الأميركي الضعيف في ظل أولوية الانتخابات الأميركية كبوابة إيرانية لاستخدام سياسة الضغوط القصوى ضمن حافة الهاوية واستثمار نتائج الضغوط لتحقيق أعلى المكتسبات في الملفات التفاوضية “النووي – الباليستي”.

وفي المقابل هل ستشمل الردود الإيرانية تحركات جديدة خارج نطاق قواعد الاشتباك العسكرية السابقة لتشمل ساحات الصراع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، وهل ستؤثر الردود المتبادلة على قواعد الاشتباك السابقة؟

ومن انعكاسات استثمار إيران لضعف الموقف الأميركي ستفعل الساحة اليمنية التي باتت ميليشيا أنصار الله الحوثية تستهدف السفن الإسرائيلية والأميركية تستثمر القدرة الصاروخية التي تمتلكها في تعطيل خطوط الملاحة البحرية بمضيق باب المندب ومدى انعكاساتها الاقتصادية برفع أسعار تأمين السفن والمشتقات النفطية.

المصدر تلفزيون سوريا
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل