بالفيديو: 3 أسباب لإبقاء نظام الأسد حواجزه بحي الخالدية في حمص.. وشهادات من الأهالي

عائشة صبري29 نوفمبر 2023Last Update :
عائشة صبري
مدينة حمص-عدسة حرية برس©

يواصل النظام السوري محاصرة حي الخالدية في مدينة حمص وسط البلاد بالحواجز العسكرية والإسمنتية، رغم مرور تسع سنوات من سيطرته على الحي المدمّر بنسبة تتجاوز الـ70%، وسط عودة خجولة لعدد من العائلات إلى منازلهم تدريجياً.

شهود عيان أكدوا لـ موقع تلفزيون سوريا، تكرار حوادث السرقة في الحي الذي يُعدّ من أكثر الأحياء المهمّشة خدمياً، وما يشهده الحي من انتشال للأنقاض وترميم هو بفعل بعض السكان لمنازلهم على حسابهم الشخصي، فيما تُساهم بعض الجمعيات الخيرية في مساعدة الأهالي على ترميم منازلهم ومنها، جمعية دار الراهبات التي ركّبت أبواباً وشبابيك ألمنيوم وخشب لإحدى العائلات، مشيرين إلى أنَّ حي الخالدية الوحيد المحاط بحواجز.

مهمّة الحواجز تشليح الأهالي

أوضح عدد من أهالي وناشطي حي الخالدية لـ موقع تلفزيون سوريا، أنَّ قوات النظام لديها حاجزان عسكريان رئيسيان، الحاجز الأول عند مدخل الخالدية المعروف بحديقة الساقية (شارع الشوادر)، والحاجز الثاني عند مستوصف الخالدية الواقع مقابل مدرسة الأموية للإناث، إضافة إلى نقطة عسكرية قرب “شارع الزير” تفصل بين حيي الخالدية والبياضة، ونقطة ثانية في الشارع المؤدي إلى مدرسة زنوبيا في حي كرم شمشم.

وهناك حواجز إسمنتية صغيرة بارتفاع “90 سم” موجودة في كلّ اتجاهات الحي، وذلك كي لا تمرّ السيارات إلا عبر مدخل ومخرج الحي عند الحاجز العسكري في شارع الساقية.

وبحسب ما رصد موقع تلفزيون سوريا، فإنَّ مهمّة الحواجز تتمثّل بـ تشليح الأهالي النقود عبر فرض الإتاوات عند دخولهم إلى الحي أو خروجهم منه، إذ يتم توقيف السيارات والشاحنات التي تحمل بضائع أو أثاث منزل ويتم أخذ مبالغ مالية مقابل السماح بالمرور، حتى لو يحمل الشخص رخصة رسمية.

وذريعة وجود الحواجز هي حماية الأهالي من “الإرهابيين”، كما يتم التدقيق على الشبان في سن الخدمة العسكرية، ويظهر في أوقات الليل حاجز طيار عند مسجد خالد بن الوليد يتكون من 5 أو 6 عناصر يتم توقيف الشباب من أجل سوقهم للتجنيد الإجباري.

بحجة حماية الأهالي.. النظام يشدد حصاره على حي الخالدية في مدينة حمص

أسباب إبقاء الحواجز في الخالدية

محمد غالول، قيادي سابق في “كتائب الفاروق” التي كانت تعمل في أحياء حمص، قال لـ موقع تلفزيون سوريا: إنَّ حي الخالدية بما كان يُشكّله من حالة رمزية للثورة السورية عموماً وحمص خصوصاً يختلف وضعه بالنسبة للنظام السوري عن بقية الأحياء، باستثناء حي بابا عمرو الذي يُشابهه في الحال والرمزية، والذي كان محاطاً بحواجز أيضاً لكن النظام أزالها لاحقاً، كما أزيل الحائط الإسمنتي الفاصل بين حيي بابا عمرو والإنشاءات.

وأضاف “غالول”، أنَّ النظام بعد خروج الثوار من أحياء حمص المحاصرة أزال الحواجز العسكرية من كافة الأحياء وأبقى على جزء منها في حي الخالدية، فقد نصب حواجز إسمنتية أحاط بها الحي الثائر وقطّع أوصاله بوضع العديد من النقاط والحواجز عسكرية.

وأورد “غالول” معلومات تفيد بأنَّ المسؤول عن الحواجز الموجودة في حي الخالدية تتبع للمخابرات الجوية، أمَّا عن أسماء المسؤولين عنها فقد ورد اسم “ثائر العلي”، مشيراً إلى أنّ أسباب وأهداف النظام السوري من إبقاء تلك الحواجز في حي الخالدية متعددة ومنها:

  1. جعل الحالة الرمزية التي يُمثّلها هذا الحي للثورة مكسورة بشكل دائم.
  2. فرض الإتاوات على أهالي هذا الحي وإذلالهم بداعي “الانتقام” فقط.
  3. عدم رغبة النظام السوري بعودة الأهالي لحي الخالدية، وذلك خشية تشكيل خلايا نائمة تعمل لاحقاً على انتفاضة جديدة في الحي، (وهذه حقيقة وليست مبالغة أو وهم). 

من جهته، الدكتور عبد الظاهر وحود، الأمين العام للتيار الثوري السوري، يقول: إنَّ الحواجز موجودة منذ سيطرة النظام السوري على الخالدية، لكن ازداد تفعيلها بعد حادثة تفجير الكلية الحربية (05‏/10‏/2023) تحسباً لأي تحضيرات مباغتة، حسب زعم النظام وروايته بأنَّ “خطر الإرهاب مازال موجوداً وبأنَّه مشغول بمحاربته”.

وأضاف “وحود” لـ موقع تلفزيون سوريا، أنَّ “الحجة الأخرى للنظام هي تبرير الوضع الاقتصادي المذري بأنَّه عائد لتلك الفزاعة المزعومة، كذلك هو انتقام وتشفٍ من مالكي العقارات وأهالي ذلك الحي الذي حطّم أسطورة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري”، مردفاً: “لذلك فإنّ النظام يبقي تلك الأحياء مدمّرة وفاقدة للبنى التحتية ولا يسمح بترميمها، لتبقى ورقة بيده يحرّكها حسب مقتضيات اللعبة”.

انتشار حوادث سرقة المنازل في الخالدية دون رقيب

تنتشر حوادث السرقة في حمص وخاصة في حي الخالدية، إذ رصد موقع تلفزيون سوريا، خلال النصف الأول من الشهر الجاري حادثتي سرقة من عائلة واحدة (منزل الابنة ومنزل أهلها في الخالدية)، خلال ذهاب أصحاب المنزلين بقصد الزيارة.

وفوجئ أصحاب المنزلين عند عودتهم بنبش الأثاث وسرقة نقود من المنزل الأوّل، وأدوات منزلية وكهربائية من المنزل الثاني، حتّى أنّ السارقين لم يوفّروا المؤونة من زيت وسمن، ما يدلُّ على شدَّة الحال التي وصلت بالسكّان وسط ازدياد الغلاء للمواد الغذائية باستمرار.

وبحسب تأكيد عدد من أهالي الحي الذين حاولوا ترميم منازلهم من أجل العودة إليها، بعد أن أنهكتهم الإيجارات، فقد سُرقت منازلهم قبل السكن فيها، وتتمثل السرقة بالأبواب الخشبية وقوالبها، والأسلاك الكهربائية والتمديدات الصحية، حتى بابي المبنى والسطح.

وذكرت إحدى السيّدات أنَّها سمعت صوتاً من الجوار فكانت مجموعة تسرق ما تم تركيبه في منزل جيرانها وبقي عليهم فك المغسلة وكرسي التواليت، وعند الصراخ عليهم فرّوا هاربين، مشيرةً إلى انتشار سرقة الهواتف المحمولة من يد الماشي في الطريق.

وفيما يخصّ الخدمات، فذكرت إحدى قاطنات حي الخالدية، أنَّ الكهرباء بمعدل قطع خمس ساعات ومجيء ساعة، بينما الماء لا تصعد للخزان في كل الأيام كونها تحتاج لتشغيل “الدينمو” الذي يحتاج بدوره للكهرباء، والهواتف الأرضية عادت للحي.

حي الخالدية

تأتي الأهمية التاريخية لحي الخالدية من وقوع ضريح ومسجد الصحابي خالد بن الوليد فيه، ولقربه من أسواق مدينة حمص، فيما عادت شعائر إقامة الصلوات الخمس والجمعة إلى المسجد في 18 من حزيران 2021، وذلك بعد مرور عامين من انتهاء عمليات ترميمه بتمويل من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وإعلان افتتاحه في 20 من شباط 2019، في حين افتتح حمصيون مهجّرون، يوم 27 من تشرين الأوّل 2023، مسجداً يحمل اسم الصحابي ذاته في قرية نيارة بريف أعزاز شمالي حلب.

اقرأ أيضاً: في ذكراها العاشرة.. حقائق مجزرة الخالدية في حمص والروايات المغلوطة

Source تلفزيون سوريا
Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل