إلى الساروت

فريق التحرير8 يونيو 2023آخر تحديث :

قد يبدو حديثي غريبًا حين أكتبه إليك ولم تجمعنا أرض أو فضاء
لكني أعرفك!!
أعرفك صوت الثورة وحارسها!
وبين الصوت والحراسة مسيرة بطولات، وصدق، وعمل، وتضحيات
هكذا عرفتك
وعرفناك
صوتًا شجيًا وثورة بمفردك!
ثم..
بحّ الصوت.. وغرقنا بالغياب
هبط غيابك ليلاً قاتماً، وغيمة صيفية سوداء، تخنق مواطن النفس فينا!
لا أدري حقيقة كيف أصف ما حدث؛ لكن خبر استشهادك مر كصاعقة
بكيت وبكينا جميعًا كأننا نعرفك..
كأنك الأخ والابن والأب وكل الشهداء
بكينا الحارس الذي غاب والمرمى الذي خل منك!
“كيف يموت؟”
بقي السؤال البديهي يحاصرني كلما تأملت الحدث
وأنا أعلم يقينًا أن البديهيات لا تحتاج إلى تفسير
أكنت تعلم أنك سترحل وأنت ترثي نفسك “جيتك شهيد”؟!
أم أنه الحلم الذي ما فارقك؟!
ربما كانت نهاية حتمية كنا نفر من مواجهتها..
..
في ذكراك
وددت لو استطعت إخبارك أن ثورتنا بخير.. وأننا استطعنا الثأر!
لكن -وبكل قهر- عدنا وحيدين كما بدأنا، وحيدين إلا منا..
عدنا وحيدين إلا من شهدائنا ومعتقلينا
ألم تقل إن “ثورتنا كاشفة”
كشفتهم
وهرعوا إليه، أعادوه إلى أحضانهم مرحبين، مهللين، داعمين، مصفقين
ونحن.. من نحن؟!

نحن أبناء اليتيمة اعتدنا القهر والخيبة والغياب
لم نعد نملك سوى محاولة لم شتاتنا، والبقاء صادقين -كما كنا- على عهدها الأول
..
في ذكراك
ما زلنا نغني لسورية معك
“سورية ظلي واقفة”
ونغني للوطن مثلك
“جنة يا وطنا حتى نارك جنة”
ونغني مثل قطيفان لك
“آه لو ترجع..
كل كم ليلة
تسند كل شي تراخى حيله
مثل العيلة كنا بيومك
يا محلها ثورة وعيلة”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل