عائشة صبري – خاص حرية برس:
أكد رئيس هيئة التفاوض السورية د. بدر جاموس، السبت، أنَّ دورهم إيصال صوت الشعب السوري إلى الجهات الدولية الفاعلة، ولا يستطيعون كهيئة أو كمعارضة أكثر من ذلك.
تصريحات جاموس جاءت خلال اجتماع عبر الإنترنت دعا إليه مكتبه لفتح باب الأسئلة أمام مجموعة من الصحفيين وحضرته “حرية برس”، وذلك بعد لقاءات دولية أجراها مؤخراً، قدّم خلاله إحاطة حول التطورات السياسية الأخيرة، وأبرزها التطبيع العربي مع الأسد وسوء أوضاع اللاجئين السوريين.
مسار التطبيع العربي لن يثمر
قال جاموس: إنَّ هناك محورين يشيران إلى فشل التطبيع العربي بإيجاد حل سياسي يُبقي بشار الأسد في السلطة، الأول محلي، هو رفض الشعب السوري للتطبيع بكافة أشكاله وهيئة التفاوض الناطقة باسمه دورها إيصال صوته للمجتمع الدولي.
والمحور الثاني دولي، ويرى جاموس أنَّ العقوبات الدولية المفروضة على نظام الأسد لا يمكن إزالتها حالياً، ويعتقد أنَّ خطوات التطبيع “شكلية أكثر من فعلية، فلا يمكن أن تعود سوريا موحدة، وسيصل العرب للحائط ويصطدمون به”.
وأضاف: نتواصل مع الأشقاء العرب للتحذير من إعادة بشار الأسد للحاضنة الشعبية، وطالبنا وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، بالتواصل مع وزراء العرب، وتم التواصل مع الوزير الأردني.
وفي إجابة عن سؤال كيف تقرأ هيئة التفاوض، التصريحات العربية؟، وآخرها تأكيد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عودة الأسد قريباً إلى الجامعة العربية، مهدّداً في الوقت ذاته بشن بلاده عملية عسكرية ضد حكومة ميليشيات الأسد في حال فشلها بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
أجاب جاموس: إنَّ تصريحات العرب صادمة، العرب تفكّر بالتعامل “من دولة لدولة” لم تعد تريد الفصل بين معارضة ونظام، والنظام يرفض الجلوس مع المعارضة ويؤكد على شرعيته.
وأشار إلى أنَّ الفراغ الحاصل هو “نتيجة عدم فتح الدول التي أغلقت بابها أمام النظام للشعب السوري”، فكان يجب أن تفتح أبوابها للمعارضة لتمثيلها قانونياً فالسفارات السورية خلال 12 عاماً سارية المفعول ولم يكن هناك بديلاً عنها لتسيير أمور السوريين، حتى أصبحت أزمة الزلزال التي فتحت باب التطبيع أمام العرب.
وهناك تجاهل للمعارضة وتهميش للشعب السوري، لكن ما زال لدينا حلفاء في أمريكا وتركيا وأوروبا، ونحن في هيئة التفاوض نمثّل الشعب السوري ونصرّ على الاستمرار بالدفاع عن قضيتنا وشرعيتنا في القرارات الأممية، ومواقفنا واضحة ولدينا كروت مهمة لا يمكن تجاوزها. موضحاً كي تكون المعارضة قوية ودورها فاعل يجب الوقوف معها. حسب رئيس الهيئة.
لا عودة قسرية للاجئين السوريين
وحول إمكانية تقديم المعارضة السورية حلولاً بديلة للاجئين والمعتقلين في لبنان، بعد عجز المجتمع الدولي، أوضح جاموس، بالطبع إن كانت الدول عاجزة فماذا بوسع المعارضة، نحن لا نتملص من المسؤولية لكن هناك خمسة جيوش في الأراضي السورية التي بمثابة ملعب دولي.
وعن دور المعارضة في تقديم المبادرات للحلّ مثل مبادرة لقسد أو حكومة الإنقاذ، أكد جاموس بقوله: نحن قدّمنا مبادرتنا قبل قسد، وتضمنت بأن يكون هناك مؤتمر دولي لإيجاد حل سياسي بفرض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والتقينا مع وفد من الجامعة العربية وآخر في تركيا.
وذكر جاموس للصحفيين، طالبنا الجميع بالتدخل لمساعدة السوريين في لبنان والسودان، مشيراً إلى أنَّ الوضع اللبناني خارج السيطرة وفي هذا الصدد تواصلنا مع فرنسا والسعودية كدول فاعلة في لبنان، لافتاً إلى أنَّ الولايات المتحدة أكبر وأقوى دولة مؤثرة وعليها مسؤولات عديدة.
أمّا بالنسبة للخطط الموضوعة لوضع السوريين في تركيا ومعرفة مصيرهم في ظل الحديث عن ترحيلهم، قال جاموس مطمئناً: “نحن نتفق مع الأتراك على أنَّه دون حل سياسي لا يمكن إعادة اللاجئين، كذلك الأمر في لبنان والأردن، لقاءاتنا مع الأتراك تؤكد أنَّ هناك تفاوض مع النظام وليس تطبيعاً، تركيا أو لبنان لن تعيدهم بالقوة، والموضوع أولاً وأخيراً أمني، ليس هناك ضمانات لحمايتهم من الاعتقال”.
علاقة هيئة التفاوض بالداخل السوري
طالب عدد من الصحفيين بأن يكون تواجد هيئة التفاوض فعالاً أكثر على الأرض لتمارس دورها في المناطق المحررة، إضافة إلى تقديم الشفافية في الحديث مع السوريين، لا سيما كون الشارع السوري لم يعد يتقبل دور المعارضة السورية الموصوف بالهزيل، ولسان حالهم يقول: “ما تأثير اللقاءات الدولية دون تأثير على أرض الواقع!”
عن هذا يقول بدر جاموس: “لدينا خمسة أعضاء من هيئة التفاوض مقيمين بالداخل السوري بشكل دائم، لكن الناس تريد رئيس الهيئة، وبدوري سأسعى لتواجدي بشكل دائم في سوريا، وأطالب دائماً مكونات الهيئة بأن تكون فاعلة على الأرض”.
ودعا جاموس السوريين إلى ما سمّاه “إيقاف قصف بعض”، مشيراً إلى أنّهم يجرون لقاءات دورية مع الأهالي في تركيا والشمال السوري، لإخبارهم بنتائج اجتماعات الهيئة الدولية، ويتم الحديث بمنتهى الصراحة والشفافية، وأيّ لقاء تُدعى إليه هيئة التفاوض ستكون حاضرة.
يذكر أنَّ وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة الدكتور بدر جاموس زار في 25 نيسان/أبريل الماضي العاصمة الأمريكية واشنطن، وأجرى لقاءات مع السفيرة باربرا ليڤ مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ومع مجلس النواب ومراكز أبحاث أمريكية، وجاءت اللقاءات في إطار مساعي رئيس الهيئة لإعادة الحل السياسي في سوريا إلى مساره في ظل موجة التطبيع مع نظام الأسد.
كما التقى الوفد مع شباب من الجالية السورية الأمريكية في واشنطن تم التشاور فيها حول العمل المشترك وبما يخدم القضية السورية، وجرى الحديث عن أهمية توحيد جهود السوريين في الولايات المتحدة ودول المهجر لتكون الجالية السورية مؤثرة في سياسات الدول لما فيه مصلحة الشعب السوري ونصرة قضاياه في تحقيق دولة العدالة والقانون.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب في اجتماعه مع عضو الكونغرس جو ويلسون في واشنطن على ضرورة وأهمية قرار سياسي في سوريا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254، قائلاً: إنَّ التطبيع مع الأسد سيؤثر سلباً على عملية السلام ويزيد من معاناة الشعب السوري، وشدد على دعمه لمطالب الشعب السوري والعملية السياسية ورفضه للتطبيع مع النظام.
في حين، نفت هيئة التفاوض السورية الأنباء المتداولة حول مزاعم لقاء جرى في واشنطن بين وفد هيئة التفاوض وممثلة الإدارة الذاتية في واشنطن، وأكدت في صفحتها على فيسبوك، أنَّ هذه المزاعم لا صحة لها على الإطلاق، ونتمنى من المواقع الإعلامية تحري الدقة والموضوعية في نقل الأخبار.
Sorry Comments are closed