الجولاني يدعو لعدم معاداة تركيا بسبب تطبيعها مع نظام الأسد

الجولاني: الائتلاف الوطني لا يمثّل السوريين ولا الثورة السورية

فريق التحرير13 يناير 2023آخر تحديث :

إدلب – حرية برس:

دعا زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني إلى عدم معاداة تركيا على خلفية مسار التطبيع مع النظام السوري، معتبراً أن أنقرة لم تصل حتى الآن إلى المصالحة النهائية معه.

وقال الجولاني خلال لقاء مع وجهاء المهجرين والنازحين السوريين في إدلب، إن “مسار التطبيع مع نظام الأسد يشكّل خطورة على أهداف الثورة باعتباره يحمل انعطافة جديدة لتركيا”، معتبرا أن أن تركيا “تخوض مساراً سياسياً مع النظام في وقت يعاني هو وروسيا وإيران من ضعف وهزائم”، وأن “الانعطاف التركي يتعلق بعاملين أساسين: الأول هو الانتخابات التركية بينما الثاني يتعلق بطول الحرب السورية”.

وكان الجولاني قد هاجم تركيا قبل أيام، إذ اعتبر أن تطبيعها مع النظام بمثابة المكافأة للأخير على جرائمه بحق السوريين، داعياً الفصائل المعارضة للتوحد من أجل مواجهة الخطر المحدق بالثورة وأهدافها.

واعتبر الجولاني في كلمته الخميس، أن “الإستراتيجية التركية السابقة كانت تتوافق مع أهداف الثورة بإسقاط النظام، لكن بعد التدخل الروسي في 2015، تحولت نحو هدفين رئيسين هما منع تدفق النازحين السوريين نحو أراضيها، ومنع مليشيا حزب العمال الكردستاني من إنشاء دولة في شمال شرق سوريا”، واعتبر أن الهدفين “يتفقان مع أهداف ومبادئ الثورة، لكن لم يعد لدى تركيا القدرة على الاستمرار حتى إسقاط النظام”.

وقال: “يجب علينا أن نتخذ موقفاً إزاء الموقف التركي”. وأضاف “الثورة قوية، وهي ليست بالضعف الذي يجبرها على تقديم تنازلات للنظام، والروس لم يتخذوا هذا المسار مع الأتراك إلا بسبب ضعفهم وضعف الإيرانيين والنظام”.

وأكّد الجولاني على أن جميع قوى المعارضة وصلت إلى مرحلة “نستطيع أن نقول فيها نعم أو لا بشكل نافذٍ وفعّال”، وبأن فصائل الجيش الوطني السوري “تجتمع اليوم تحت سلطة واحدة وأغلب الفصائل الفاعلة انتظمت تحت قيادة مجلس عسكري موحّد”، وأن مناطق الجيش الوطني قالت كلمتها إنه لا مصالحة مع النظام، كما أكد أن قادة الفصائل المعارضة هناك، أعلنوا موقفهم الرافض للمصالحة بشكل أو بآخر، لكنه اعتبر أن “الأهم هو العمل” وليس فقط التصريحات.

وقال الجولاني إن مسار التطبيع التركي يمثّل “مرحلة حرجة، وتحتاج إلى نوع من التوازن الدقيق”، مذكّراً بمسارات ومؤتمرات أخرى شكّلت خطورة كبيرة على الثورة السورية كاللجنة الدستورية ومؤتمرات جنيف “التي كانت تعقد اجتماعاتها في الوقت الذي يُقتل فيه السوريون”، معتبراً أن “مخرجات تلك المسارات لن تستطيع فرض نفسها على الشعب وثورته”.

وبينما دعا إلى رفض تلك المسارات، قال الجولاني: “يجب علينا عدم تأزيم العلاقة بين الثورة وتركيا لتصل إلى مرحلة الخصام والعداوة، فنحن لا نريد أن نُكثر العداوات على أنفسنا، ويكفينا عداء الروس والإيرانيين والنظام”، مضيفاً أن “الجانب التركي لم يقل لأحد بأنه سيذهب إلى التطبيع مع نظام اﻷسد ولم يضغط على أحد بقبولها”.

واعتبر الجولاني الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بأنه لا يمثّل السوريين ولا الثورة السورية “لأنه يتبع لجهات كثيرة خارجية، ومن أعضائه مندوبون لمصالح دول بأسماء سوريّة، ولذلك هو غير قادر على المواجهة”.

وقال الجولاني إن “القوة السياسية تعتمد على قوتها في الداخل” في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام” وقوة سيطرتها في إدلب وبعض مناطق ريف حلب الشمالي. وأضاف أن “العدو يجب أن يواجَه بقوة عسكرية ومؤسسات مدنية وأمنية قوية بإمكانها أن تربط علاقاتها السياسية مع الخارج” وفق تعبيره.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل