23 قتيلا باشتباكات في ليبيا ودعوات دولية للتهدئة

فريق التحرير28 أغسطس 2022آخر تحديث :
اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين في عاصمة ليبيا طرابلس – AFP

قتل 23 شخصا في ليبيا وجُرح أكثر من مئة آخرون خلال اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين اندلعت ليل الجمعة السبت في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد أزمة سياسية خطيرة تثير مخاوف من اندلاع نزاع جديد.

وتشهد أحياء شارع الزاوية وباب بن غشير والصريم، منذ فجر السبت، مواجهات مسلحة بين مجموعات تتبع لجهاز “دعم وحفظ الاستقرار” التابع للمجلس الرئاسي ويرأسه غنيوة الككلي، و”اللواء 777″ التابع لرئاسة الأركان ويقوده هيثم التاجوري.

وتأثرت ستة مستشفيات في طرابلس جراء هذه المعارك، إذ شهد عدد من أحياء المدينة الواقعة في غرب ليبيا قتالا بأسلحة ثقيلة وخفيفة ليلا على خلفية فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين. كما سُمعت رشقات نارية ودوي انفجارات طوال الليل وكانت المعارك مستمرة ظهر السبت.

من جهتها، حملت حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، مسؤولية الاشتباكات إلى معسكر الحكومة المنافسة، “بعد أن كانت تخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء”، وفق ما جاء في بيان.

وأفاد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي لقناة “ليبيا الأحرار”، “هناك إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات” من دون أن يذكر عددهم.

“تهديدات”

وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن مقتل مدنيين أيضا لكن لم تنشر أي حصيلة رسمية على الفور.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن جهاز الإسعاف والطوارئ مقتل الممثل مصطفى بركة الذي كان في أحد الأحياء التي تشهد معارك. وأثار خبر مقتله حزنا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان ينشر مقاطع فيديو بشكل منتظم.

خلفت الاشتباكات أضرارا جسيمة في قلب العاصمة، كما أظهرت صور عديدة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيارات متفحمة ومبان تحمل آثار الرصاص. وأظهرت الصور أيضا نيرانا مشتعلة في مسجد وعيادة.

واتهمت حكومة الوحدة رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا الموجود في سرت (وسط)، بتنفيذ “ما أعلنه… من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة”.

ويذكر أنه منذ تعيينه في شباط/فبراير من قبل البرلمان المتمركز في الشرق، يحاول باشاغا من دون جدوى دخول طرابلس لتأسيس سلطته هناك. وقد هدد مؤخرا باستخدام القوة لتحقيق ذلك. ولم يعلّق على الفور على الاتهامات التي وجهتها إليه طرابلس.

يحظى باشاغا بدعم المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا الذي حاولت قواته احتلال العاصمة في 2019. من جانبه، أكد دبيبة الذي يرأس الحكومة الانتقالية، أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

“قلق عميق”

وفي الأشهر الأخيرة تصاعد التوتر بين الفصائل المسلحة الموالية للقادة المتنافسين في طرابلس. وفي 22 تموز/يوليو، أودت المعارك بحياة 16 شخصا بينهم مدنيون، وتسببت في جرح نحو خمسين آخرين.

وكتبت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في تغريدة “تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء الاشتباكات العنيفة في طرابلس”.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس”، داعية إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية”.

وتعكس هذه الاشتباكات الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت عن اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام يرأسها عبد الحميد الدبيبة.

أما الحكومة الثانية فهي برئاسة فتحي باشاغا عيّنها البرلمان في شباط/فبراير ومنحها ثقته في آذار/مارس وتتّخذ من سرت (وسط) مقرّاً موقتاً لها بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل