تشقّقات الجدران في مخيم زوغرة شرقي حلب.. كارثة تبدأ بوفاة طفلة

عائشة صبري29 يوليو 2022آخر تحديث :
عائشة صبري
مكان سقوط الجدار على الطفة ربى يوسف في مخيم زوغرة 2022-07-22

يتخوف مهجّرون في مخيمات الشمال السوري من كارثةٍ محتملة باتت تؤرّقهم، عقب وفاة طفلةٍ صغيرة سقط عليها أحد الجدران في مخيم زوغرة بريف مدينة جرابلس شمال شرقي حلب.

مساء الجمعة الفائت، توفيت الطفلة ربى خالد سهيل يوسف (6 سنوات)، إثر سقوط جدارٍ في خيمة إسمنتية تقيم فيها مع عائلتها، وذلك في أثناء لعبها بأرجوحةٍ معلّقةٍ بعمود الخيمة.

أهالي المخيم أعربوا لـ موقع تلفزيون سوريا، عن مخاوفهم من انهيار جدران خيمهم الإسمنتية (جدران بلوك مسقوفة بعوازل مطرية من شوادر القماش والنايلون)، بسبب التشقّقات في معظمها.

وأوضحوا أنَّ تلك التشقّقات تزداد مع حرارة الشمس في فصل الصيف، وأغلب بناء الخيم تفتقد للأساس، إذ بُنيت على أرضية هشّة غير مجهّزة بصب بيتوني جيّد (تسليح حديد وإسمنت).

“الأرض لا تصلح للسكن”

الإعلامي محمود العلي – أحد سكّان مخيم زوغرة – قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنَّ المخيم يُعاني من فقدان الأعمدة لعدّة أسباب منها: أنَّ الأرض لا تصلح للسكن وتعتبر أرضاً زراعيةً، فضلاً عن عشوائية البناء والخلل في وضع مواد البناء، فهي لا توضع بالشكل الصحيح نتيجة الغلاء الفاحش للأسعار وفقر معظم المهجّرين.

وهذا يؤدي إلى تفسُّخ جدران الخيم الإسمنتية التي بُنيت بأساسات ضعيفة، فضلاً عن انهيار الجدار في حال تشقّقت الأرض الترابية من حرارة الصيف، أو أمطرت في الشتاء مثلما حدث، نهاية نيسان الماضي، عندما انهار عدد من الخيام نتيجة عاصفة مطرية.

وذكر العلي أنَّ جدران منزله أيضاً تعاني من تشقّقات وهو ما يعاني منه معظم قاطني مخيم زوغرة، ما يتطلب إيجاد حلول تُنهي هذه المأساة، وكي لا تتكرر حادثة الطفلة ربى.

ويوضح العلي أنَّ أسقف الخيم تعتمد على عواميد وهذه العواميد تُثبّت عليها الشوادر القماشية، وهناك خيم أصحابها وضعهم المادي جيّد نوعاً ما، أعادت ترميم خيمها أو تداركت الشقوق بقليل من الإسمنت، لكن النسبة الكبرى من ذوي الدخل المحدود، لا يستطيعون ترميم الشقوق وهذا ما حصل مع والد الطفلة “ربى”، الذي يعمل بأجرة مياومية وهي لا تتجاوز الـ30 ليرة تركية، فحالتهم المادية سيئة.

مسؤولية المنظمات الإنسانية

مسؤول الخدمات ونائب مدير مخيم زوغرة موسى المحمود يقول لـ موقع تلفزيون سوريا: إنَّ الحلّ لمشكلة تصدّع جدران الخيم وتدارك الشقوق “يقع على عاتق المنظمات الإنسانية”، وحالياً منظمة “كير/Care” الدولية هي المسؤولة عن تقديم الخدمات لسكّان المخيم.

ويضيف أنَّ المخيم بُني من جدران بلوك على صبة بيتون بسماكة عشرة سنتيمترات والأرض تربتها زراعية وسقف الخيمة عبارة عن شادر قماشي، لذلك تعتبر الجدران كلّها من دون أساسات لمعيار البناء.

تشقّق الجدران في مخيم زوغرة

وأفاد المحمود بأنّ مخيم زوغرة يقطنه 1950 عائلة بمعدل 8000 شخص، 90% منهم من مهجّري حي الوعر الحمصي، إضافة إلى عشر عوائل من نازحي ريف دمشق وثماني عوائل من نازحي إدلب ومثلهم من نازحي حماة، والبناء الجديد في المخيم لا يتعدى العشرة بيوت.

وأشار المحمود إلى إنشاء مخيم جديد يقطنه ألف عائلة، وهو عبارة عن تجميع المخيمات العشوائية التي كانت في مخيم زوغرة، مبيّناً أنَّ المخيم الجديد عبارة عن كتل إسمنتية أنشأتها المنظمات وهو أفضل من حيث البناء لكونه له أساس وسقف بيتوني، مشيراً إلى أنَّ المساعدات المقدمة من المعنيين تبقى أقلّ بكثير من حاجيات القاطنين في المخيم مقارنةً بغلاء الأسعار وقلة فرص العمل.

رد المنظمة على حادثة وفاة الطفلة

تواصل موقع تلفزيون سوريا مع مسؤول الاتصالات في منظمة “كير/Care” الدولية، والتي أعربت في ردها على استفسارات بشأن مخيم زوغرة القديم، عن حزنها العميق بوفاة طفلة في المخيم، وقدّمت خالص التعازي لأسرتها.

وأوضحت منظمة كير، أنَّها لم تنفّذ أيّ أنشطة إيواء في مخيم زوغرة القديم، ولا يوجد لديها خطط للتدخل في المستقبل القريب.

وأضافت: “لذا، لا يمكننا التعليق على الإجراءات التي سيتم اتخاذها داخل مخيم زوغرة القديم لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة”.

وأردفت: “تركز مشاريع الإيواء في منظمة كير على مخيم زوغرة الجديد، حيث نعمل على الاسعاضة عن الخيام بوحدات إيواء تلبي وتحفظ خصوصية وكرامة السكان النازحين”.

مخيم زوغرة

ويبقى الأهالي في مخيم زوغرة ينتظرون مَن يساعدهم من الكوارث المحتملة، فبعد وفاة الطفل الرضيع صلاح مهند جنيد، أواخر كانون الثاني الماضي، ورغم قول مجلس جرابلس المحلي إنَّ وفاته ناتجة عن اختناقه في أثناء الرضاعة الطبيعية من أمه، فإنَّ ذلك لا ينفي معاناة الأطفال من البرد في الشتاء خاصة مع تشقّقات جدران خيمهم، التي أدت إلى وفاة الطفلة ربى، قبل أيام، ما يزيد المخاوف بأن تتكرر هذه الفاجعة.

يشار إلى أنّ مخيم زوغرة يقع على الحدود السورية – التركية غربي مدينة جرابلس، تأسّس منتصف شهر آذار 2017، لاستقبال مهجّري حي الوعر الحمصي، بعد اتفاق “تهجير” فرضته روسيا على مقاتلي المعارضة السورية، قبل أن يستقبل المخيم لاحقاً مهجّرين مِن غوطة دمشق الشرقية، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، وانعدام لـ معظم مقومات الحياة الأساسية.

المصدر تلفزيون سوريا
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل