حسن الأسمر – حرية برس:
توشك المستشفيات والمراكز الصحية في الشمال السوري على مواجهة كارثة إنسانية جراء إيقاف الدعم عن عدد من المشاف المتواجدة في المنطقة مع بداية العام الحالي، حيث وجهت الكوادر الطبية نداءات استغاثة سابقاً، بغية تلافي وقوع هذه الكارثة.
الطبيب سمير علي الموسى مدير مشفى الأمل التخصصي في الغندورة شمال حلب قال في تصريح خاص لحرية برس: لدينا قسمان في المستشفى قسم نسائية وقسم أطفال وتخدّم المستشفى المنطقة كاملةً بما فيها من مخيمات ومناطق نزوح أخرى.
وأشار الموسى إلى أنها المستشفى الوحيدة في المنطقة، حيث تبعد المستشفيات الأخرى عن المنطقة حوالي 35 إلى 40 كم في مناطق جرابلس والباب والراعي، وفي بداية عام 2022 توقف الدعم عن قسم الأطفال وبقي قسم النسائية فقط الذي يتم دعمه من قبل احدى المنظمات.
وأضاف “الموسى” في الفترة التي مضت كنا نعمل بشكل تطوعي بما تبقى لدينا من دعم لوجستي كاوقود للمولادات الكهربائية وطبي ودوائي من معدات طبية وأدوية ولكن بدأ المخزون بالنفاد بشكل تقريبي.
وتابع “منذ 3 أيام أعلنّا إيقاف العمل في قسم الأطفال يحزّ في نفسنا هذا الشيء لأنه يخدّم شريحة كبيرة جداً موجودة في المنطقة سواء كان في قسم العيادات أو الإسعافات أو الاستشفاء أو الحواضن، ويخفف عبئاً كبيراً عن باقي المستشفيات في المناطق الأخرى، وليس لدينا الإمكانيات للاستمرار فترة طويلة من غير دعم”.
وأوضح الموسى”لذلك نحن نناشد المنظمات الدولية لإعادة دعم المستشفى من جديد لكي نستمر في خدمة أهلنا ونسد ثغر من ثغرات امراض الأطفال في المنطقة”.
من جهته، قال “حسن السبسبي” مشرف التمريض العام في المستشفى ذاتها بداية العام، “إن توقف الدعم عن قسم الأطفال كاملاً وهذا الشيء سيسبب كارثة كبيرة في المنطقة لأنه المشفى الوحيد في المنطقة الذي يخدّم علاج مرضى “سوء التغذية”، حيث توقفت العيادات وقسم الاستشفاء، فيما بقي حالياً قسم الإسعاف والحواضن يستقبلان المرضى ضمن الإمكانيات المتاحة.
وأوضح السبسبي أن “قسم الأطفال يستقبل يومياً ما يقارب 400 حالة، وجميع الخدمات بالمستشفى مجانية وتخدّم المستشفى ما يقارب 48 قرية مع المخيمات الموجودة وهذا الشيئ سيسبب عبئاً كبيراً على الأهالي”.
وذكر الدكتور “فاروق الأحمد” طبيب أطفال أنهم اضطروا إلى تخريج المرضى الموجودين داخل المستشفى، كما قاموا بتحويل عدد من الأقسام إلى مشافي أخرى، كما أوقفوا متابعة مرضى سوء التغذية والتي كانت تتم متابعتهم بشكل أسبوعي،
مضيفا أنه يأمل استمرار الدعم باعتبار أن المستشفى تتواجد في منطقة معظم سكانها ليس لديهم القدرة المادية للعلاج في مراكز خاصة.
يذكر أن مناطق الشمال السوري تشهد شح شديد من قبل المنظمات الطبية الداعمة بوجود مايقارب 5 مليون نسمة جلّهم من المهجرين قسراً من مناطقهم الأصلية التي سيطرت عليها قوات النظام السوري في السنوات السابقة.
عذراً التعليقات مغلقة