تحضيرات عسكرية ومزاعم روسية .. هل بدأت المعركة التركية في سوريا؟

فريق التحرير1 نوفمبر 2021آخر تحديث :
قوات الجيش الوطني والجيش التركي أثناء السيطرة على قرية ياشلين غربي منبج شرقي حلب- عدسة حسن الأسمر – حرية برس©

حرية برس – عائشة صبري:

تداولت وسائل إعلام محلية وعربية، اليوم الاثنين، خبراً نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية، حول اعتزام تركيا إطلاق عملية عسكرية ضد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) غداً الثلاثاء.

ولفتت إلى أنَّ تركيا وجّهت الأوامر لفصائل المعارضة بالاستعداد للعملية، التي ستنطلق من عدة محاور في الشمال السوري، من بينها مدينتي أعزاز شمال حلب وتل أبيض شمال الرقة. حسب زعمها.

ونفى عسكريون وسياسيون سوريون، صحة الادعاء، موضحين، أنَّ روسيا تروّج إشاعة توقيت بداية المعركة المرتقبة وأماكن انطلاقها، بهدف الضغط على “قسد” من أجل تقديم تنازلات لصالح روسيا ونظام الأسد.

وبدوره الناطق باسم الجيش الوطني السوري، الرائد يوسف حمود، أفاد بأنَّ كل ما تناقلته وكالات إعلامية عن وكالة سبوتنيك الروسية حول موعد بدء القوات التركية والجيش الوطني بعمل عسكري على “قسد” غداً الثلاثاء هو “عار عن الصحة وعبارة عن إشاعات مغرضة تخدم سياسة الوكالة ومشغليها”.

وبالنسبة للعملية العسكرية ضد “قسد”، قال في تصريح لـ”حرية برس”: إنَّ “التحضيرات لها ما تزال قائمة، وما نراه من الاستهدافات التي يقوم بها الجيشان التركي والوطني السوري هي أعمال تمهيدية تطال إما قيادات لـ(قسد) أو أنفاق ومقرات قيادة”.

وأضاف: أنَّ “فكرة المعركة ككل من خلال عدم ترك المجال للقوات الإرهابية في القيام بأعمال التحصين والتجهيز لإدارة العمليات القتالية”.

أمّا بالنسبة لقوات الجيش الوطني، فأكد “حمود”، “أنّنا كحالة ثورية يستدعي ذلك أن تكون قواتنا دائماً بحالة جاهزية قتالية عالية سواءً في نقاط الرباط على كامل خط الجبهة وفي كافة المحاور، أم في معسكرات التدريب المقامة باستمرار، ولا يتطلب منّا الانتقال إلى الأعمال القتالية الحقيقية إلا زمناً قصيراً”.

وعن الاجتماعات الثنائية التركية – الأمريكية، أو التركية – الروسية، فهي تعتبر بحسب الناطق “معارك سياسية لتفاهمات لا تلغي العملية العسكرية بحد ذاتها، وإنَّما قد تفضي إلى ترتيبات ثنائية معينه تخص الأطراف الدولية المعنية بالنزاع في سوريا”.

وفيما يخصّ المخاوف من هجوم النظام وروسيا للسيطرة على قرى في جبل الزاوية جنوب إدلب، أكد “حمود” بأنَّ قوات الجيش الوطني “ستبذل كل ما أوتيت من قوة لصد أي محاولة للعدوان على جبل الزاوية الذي نعاهده بأنَّه سيبقى أخضر يعانق راية الثورة”.

إعلان لاختبار المواقف

بحسب الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، النقيب رشيد حوراني، فإنَّ الإعلان عن المعركة ولو دعائي، يمكن أن يكون لاختبار النيّات ومواقف الأطراف بشكل أكثر، خاصة أنَّ هناك مؤشرات تتنامى للمعركة مثل الحشودات العسكرية الضخمة وهي على غير ما كان سابقاً من حيث العدد والتسليح، تفعيل عمل المسيرات ضد العدو، الاشتباكات اليومية تقريباً هنا وهناك…).

وقال “حوراني” لـ”حرية برس”: إنَّ “الإعلان يأتي أيضاً لاختبار قدرة العدو (قسد) على التعامل مع المؤشرات السابقة، والتي تنذر بالمعركة، فتخبط قسد حالياً دون موقف أمريكي واضح لصالحها هو مؤشر لصالح تركيا لبدء معركتها أو التصعيد بشكل أكبر”.

من جهته، بيّن الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، بأنَّ تركيا ليست مغفّلة أو ساذجة لتعلن عن موعد عملية عسكرية جديدة لها في سوريا، فالإعلان مسبقاً فقط عند توجيه إنذار ومهلة بآن واحد، وهو لا يهدف إلى مجرّد استعراض القوّة، مثلما هدّد أردوغان بشنّ عملية عسكرية في إدلب نهاية شباط 2020، بهدف الضغط على روسيا لإيقاف الحملة على المنطقة.

يشار إلى أنَّ تدريبات جرت أمس الأحد بين قوات روسية وقوات النظام في مدينة القامشلي، لأول مرة، وتشارك فيها طائرات حربية روسية، وذلك في إطار ما يُعتقد أنها تحضيرات للعملية التركية العسكرية المرتقبة، كما طالبت قادة من “قسد”، في اجتماع لها، القوات الروسية بزيادة وجود قوات الأسد على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الجيش الوطني شمالي شرقي البلاد.

وفي وقت سابق الاثنين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الأمريكي جو بايدن، على أنَّ بلاده ستفعل ما يلزم لمكافحة تنظيم “قسد”، مشيراً إلى أنَّ تركيا مستعدة لإطلاق عملية دون تردد ضد التنظيمات خارج الحدود عندما يجب القيام بذلك. مضيفاً: “يجب على شريكنا في حلف شمال الأطلسي (واشنطن)، ألا يحاول القيام بمثل هذا الأمر (دعم التنظيمات الإرهابية)”.

وسبق أن أعلنت عدة فصائل عاملة ضمن “الجيش الوطني السوري” عن إنهاء تدريبات عسكرية جديدة ورفعها للجاهزية استعداداً لأي عملية عسكرية قادمة ضد (قسد) شمالي سوريا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل