كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أنه ونظيره الأمريكي جو بايدن، اتفقا على تكثيف التعاون في سوريا وليبيا وأفغانستان وشرق المتوسط والمجال الاقتصادي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس التركي، الاثنين، بخصوص لقائه مع نظيره الأمريكي في العاصمة الإيطالية روما، أمس الأحد، على هامش قمة “مجموعة العشرين”.
وذكر أردوغان أنه وبايدن تفاوضا حول توريد مقاتلات “إف 16” لتركيا، مؤكدا أنه لم يلحظ أي مقاربة سلبية من الرئيس الأمريكي بهذا الصدد.
وأعرب عن أمله في إنهاء مسألة توريد المقاتلات باعتبارها قضية حساسة.
كما شدد على أن بلاده ستفعل ما يلزم لمكافحة تنظيم “بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك” الإرهابي، مشيراً أن تركيا مستعدة لإطلاق عملية دون تردد ضد التنظيمات خارج الحدود عندما يجب القيام بذلك.
وأردف: “يجب على شريكنا في حلف شمال الأطلسي (واشنطن)، ألا يحاول القيام بمثل هذا الأمر (دعم التنظيمات الإرهابية)”.
وعلى صعيد آخر، أكد أردوغان أنه أبلغ بايدن انزعاجه الشديد من تأسيس قاعدة عسكرية في اليونان.
ووصف لقاءه مع نظيره الأمريكي على هامش القمة بأنه “بناء ومثمر”، وأن أنقرة وواشنطن مصممتان على رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار.
وأردف: “ناقشنا أيضا ملف مقاتلات إف 35 والمبلغ الذي سددناه لصالح المشروع وقيمته مليار و400 مليون دولار”.
وتابع: “كما تحاورنا حول تزويد تركيا بمقاتلات إف 16، ولم ألمس موقفا سلبيا من بايدن حيال هذا الموضوع، بل أبدى استعداده لبذل مزيد من الجهود لحل هذه المسألة”.
وأكد أردوغان أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على إنشاء آلية مشتركة بين البلدين في شؤون الأمن والدفاع والتجارة ومكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية.
وفي رده على سؤال حول العلاقات مع إيطاليا، أكد أردوغان أنها تسير بشكل جيد وناجح اعتبارًا من فترة تولي سيلفيو برلسكوني رئاسة الوزراء.
ولفت إلى أن إيطاليا اشترت سابقا مروحيات “أتاك” التركية، مشيرًا إلى وجود طلبات كثيرة لشراء هذه المروحيات.
واستدرك: “لكن مشكلتنا الوحيدة هي فيما يتعلق بشركة رولز رايس، حيث إننا مع الأسف لم نتمكن من تحقيق نجاح كبير لأننا لم نقدر على تأمين حاجتنا من المحركات المطلوبة، فلو كان بين أيدينا المحركات لحققنا صادرات كبيرة للغاية”.
وحول محادثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح أردوغان أن الملف الليبي تصدر المحادثات، وقال: “يريد إجراء مؤتمر في باريس مشابه للذي جرى في برلين بخصوص ليبيا، وأن نكون رئيسا مشاركا فيه”.
وأضاف: “قلت: هناك دعوات لدول مثل اليونان وإسرائيل وقبرص الرومية … فنحن لا نشارك في مؤتمر باريس الذي ستشارك فيه هذه الأطراف”.
كما أكد أردوغان خلال لقائه ماكرون أن الجنود الأتراك موجودون في ليبيا من أجل التدريب ووقف اتفاق مع الحكومة الوطنية الليبية.
وفيما يخص جنوب القوقاز، أكد أردوغان وجود خطوات إيجابية متخذة هناك، وأن نظيره الأذربيجاني إلهام علييف مصمم على مواصلة تلك الخطوات.
وبيّن أن علييف تباحث مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان، وتطرقوا إلى إنشاء منصة سداسية في المنطقة بين روسيا وأذربيجان وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا.
وفي رده على سؤال حول تسلم اليونان طائرات رافال وفرقاطات وفقًا لاتفاق أبرمته مع فرنسا، واتفاق آخر بين الجانبين للعمل مع في جوانب معينة في حال نشوب صراع محتمل، قال أردوغان:” أخبرنا هذه المسألة لبايدن وماكرون، فتأسيس قاعدة هنا يزعجنا وشعبنا بشكل كبير”.
وفيما يخص منطقة البلقان، شدد أردوغان على الأهمية الكبيرة للحفاظ على أجواء السلام والاستقرار التي تحققت بعد صعوبات في البلقان والبوسنة والهرسك.
وأكد أن تركيا تقف دائما إلى جانب الدول الشقيقة في البلقان، معربًا عن تمنياته باستمرار مناخ السلام والاستقرار هناك.
وفي رده على سؤال بشأن عدم ذهابه إلى قمة الزعماء حول التغير المناخي في غلاسكو الاسكتلندية، أشار إلى وجود معايير بروتوكولية أمنية طلبوها من أجل القمة، مبينا أن تلك المعايير يوفرها البلد المضيف للقادة في زياراتهم الدولية.
واستدرك: “لكن أبلغنا أنه لا يمكن تحقيق ذلك، وعلمنا لاحقا أن المعايير الواردة في طلبنا تم إيفاؤها بشكل استثنائي لدولة أخرى، وهذا لا يتوافق مع الأعراف الدبلوماسية، ولا يمكننا القبول بذلك، فلدى عدم الإيفاء بطلباتنا تخلينا عن التوجه إلى غلاسكو”.
عذراً التعليقات مغلقة