في غمرة التحسب لعملية عسكرية تركية واسعة شماليّ سورية وشرقيّها، اندلعت اشتباكات عنيفة بين “الجيش الوطني السوري” والقوات التركية من جهة، و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) شمالي محافظة الرقة، فيما تواصل “قسد” استعداداتها الميدانية لمثل هذه العملية.
ويتزامن ذلك مع تصعيد في مناطق شمال غربيّ سورية بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.
وذكر الناشط محمد الشمالي لـ”العربي الجديد” أن اشتباكات عنيفة وقعت الليلة الماضية بين “الجيش الوطني السوري” وقوات “قسد” في محيط بلدة عين عيسى شمالي محافظة الرقة، استمرت عدة ساعات، سُيِّرَت خلالها طائرات استطلاع تركية فوق عين عيسى ومدينة عين العرب في ريف حلب الذي تسيطر عليها “قسد”.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن تدريبات جرت اليوم الأحد بين قوات روسية وقوات النظام السوري في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سورية. ولفتت المصادر إلى أن هذه التدريبات تجري لأول مرة، وتشارك فيها طائرات حربية روسية.
وفي إطار ما يُعتقد أنها تحضيرات للعملية التركية العسكرية المرتقبة، ذكرت المصادر أن الاجتماع الدوري الذي عقد أمس في الفرقة الـ 17 في شمال محافظة الرقة بين قياديين من “حزب العمال الكردستاني” وقادة من قوات “قسد”، تطرق إلى العملية العسكرية التركية، وخلص إلى مطالبة القوات الروسية بزيادة وجود قوات النظام على خطوط التماس مع مناطق سيطرة “الجيش الوطني” والقوات التركية.
وكان مركز المصالحة السوري-الروسي في دير الزور قد أكد أمس السبت وجود اتفاق بين “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قسد” والنظام السوري وروسيا، لإعادة انتشار قوات النظام في مناطق سيطرتها بمنطقة الجزيرة، فيما تحدثت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، الخميس الماضي، عن وجود مسودة وثيقة لحل الخلافات الموجودة بين “الإدارة الذاتية” ونظام الأسد بهدف التنسيق المشترك لصد أي هجوم تركي باتجاه مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقيّ سورية.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد حلّقت بشكل غير مسبوق في أجواء المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في شمال حلب وريف إدلب أمس السبت، الأمر الذي اعتبر رسالة تحذير من روسيا إلى تركيا.
وفي السياق، ذكرت شبكات محلية، ومنها “الخابور” أن مليشيا “قسد” تقوم بحفر الخنادق والأنفاق بين تل تمر بريف الحسكة وعين عيسى بريف الرقة. واستقدمت تعزيزات كبيرة إلى تلك المناطق، كما هي الحال في الدرباسية والقحطانية في أرياف القامشلي والحسكة، وعمدت أيضاً إلى منع الإجازات والتشديد على العناصر بضرورة رفع الأعلام الروسية في العديد من المناطق المهددة بالعملية التركية. وأضافت أنه جرى نقل عائلات قادة من “قسد” من مناطق ريف الرقة إلى مدينة الرقة تحسباً لأي اجتياح. كذلك نُقل سجناء إلى مناطق بعيدة عن خطوط الاشتباك.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول أميركي، أمس السبت، أن اجتماعاً سيجري اليوم الأحد بين الرئيس جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان. ومن المتوقع، وفق مراقبين، أن يحاول أردوغان الحصول على موافقة أميركية بشأن العملية التي تعتزم أنقرة شنها في مناطق شمال شرقيّ سورية.
تواصل القصف المدفعي لقوات النظام على أرياف حلب وإدلب
وفي شمال غرب البلاد، تعرضت مناطق متفرقة من أرياف إدلب وحلب صباح اليوم الأحد لقصف مدفعي من جانب قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام قصفت صباح اليوم بالمدفعية الثقيلة بلدة كنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، واستهدفت بعدة قذائف بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي. وتعرضت أيضاً بلدات وقرى كفرتعال، وتديل، وكفرنوران، بريف حلب الغربي إلى قصف مدفعي مماثل، ما أوقع أضراراً مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين الخاصة والعامة دون وقوع أضرار بشرية في صفوف المدنيين.
وكانت قوات النظام قد قصفت الليلة الماضية بأكثر من 40 قذيفة قرية العنكاوي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، دون وقوع خسائر بشرية، وذلك بعد مقتل عنصر من قوات النظام في ناحية جورين جراء قصف لفصائل المعارضة. وعاودت الطائرات الحربية الروسية أمس قصف قرية كفرعمة غربيّ حلب، ومحيط نقطة تركية في منطقة البارة بريف إدلب الجنوبي.
Sorry Comments are closed