استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس حول مائدة غداء لبحث الأزمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان والإصلاحات الواجب تطبيقها للخروج منها.
وعقد الجانبان مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم، تمنى فيه الرئيس ماكرون لحكومة ميقاتي في لبنان النجاح، وقال إن باريس ستواصل دعم لبنان، وبعدما كرر انتقادات سابقة وجّهها للطبقة السياسية في لبنان قال إنه ينبغي على الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات إصلاح عاجلة. وأضاف ماكرون أن إصلاح النظام المالي والمصرفي في لبنان يمكن تحقيقه.
ماذا يتنظر اللبنانيون من باريس؟
وأعلن قصر الإليزيه أنه خلال غداء العمل ناقش ماكرون وميقاتي “التدابير والإصلاحات الواجب تطبيقها” في بيروت “وكذلك جدولها الزمني”. كما تم التطرق إلى “دور فرنسا والأسرة الدولية لمواكبة نجيب ميقاتي وحكومته في تطبيق برنامج الإصلاحات هذا”.
وأعلن ميقاتي التزامه بتطبيق المبادرة الفرنسية التي طرحها ماكرون في أيلول/سبتمبر 2020 وتنص على إصلاحات اقتصادية لقاء مساعدة دولية.
ويزور ميقاتي باريس بعد خمسة أيام على منح مجلس النواب اللبناني الثقة لحكومته التي تشكلت في 10 أيلول/سبتمبر بعد فراغ استمر 13 شهرا وفاقم الأزمة في البلد. وتقع على عاتق الحكومة الجديدة مهمّات صعبة، أبرزها محاولة وقف الانهيار الاقتصادي. وسيتعيّن عليها كذلك استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة المقرّرة في أيار/مايو من العام المقبل.
وزار ماكرون لبنان مرتين منذ الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، ويبذل جهودا كبرى حيال الأزمة اللبنانية.
ونتج الانفجار الذي وصلت أصداؤه إلى جزيرة قبرص، عن تخزين كميات من مادة نترات الأمونيوم من دون إجراءات وقائية، وتسبب بمقتل 214 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وألحق دمارا هائلا في المرفأ وأحياء في محيطه، وطالت اضراره معظم المدينة وضواحيها.
واستنزف الانهيار الاقتصادي احتياطات مصرف لبنان وأفقد الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها ووضع 75 بالمئة من اللبنانيين تحت خط الفقر، وسط هجرة بالآلاف للمقتدرين والميسورين. ووصف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية في لبنان بأنّها واحدة من الأسوأ في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
عذراً التعليقات مغلقة