حرية برس – الشمال السوري:
أعلنت المنظمات غير الحكومية العاملة في القطاع الصحي في مناطق إدلب وحلب شمالي غربي سوريا، اليوم الاثنين، دق ناقوس الخطر باقتراب وشيك لانهيار القطاع الصحي بسبب وصول جائحة كورونا (كوفيد 19) إلى ذروتها في المنطقة.
وقالت ثماني عشرة منظمة في بيان مشترك وصلت لـ”حرية برس” نسخة منه: “إننا في المنظمات الصحية وبالتعاون مع مديريات الصحة المحلية في المنطقة ومنظمة الصحة العالمية قد بذلنا كل جهد ممكن لاحتواء الجائحة في العام الماضي وقد تخطت منطقتنا الموجة الماضية بأقل الخسائر دون أن ينهار النظام الصحي”.
وأضافت: “أما الآن فإن الموجة الحالية للوباء قد وصلت الى حد خطير غير مسبوق، إذ تشير آخر التقارير الوبائية الصادرة حول المنطقة أن الجائحة وصلت الى تصنيف جائحة غير مسيطر عليها مع قدرة محدودة للنظام الصحي على الاستجابة”.
وبحسب البيان فإن ما يزيد من كارثية الوضع هو “إصابة مزيد من الكوادر الصحية بالمرض وتوقفهم عن العمل ما سيتسبب في شلل النظام الصحي وستصبح أبسط الأمراض سبباً للوفيات بسبب عدم توافر الكوادر”، بالإضافة إلى توارد الأنباء عن حملة عسكرية جديدة على المنطقة وما سيتبعها من نزوح يزيد الوضع سوءاً.
وأوضحت المنظمات أن استجابتها توزعت وفق الموارد المتاحة بين تجهيز للمنشآت التخصصية لعلاج كوفيد 19، وتوزيع المعدات الواقية على الكوادر الطبية والكمامات القماشية على السكان وإطلاق حملات مكثفة للتوعية على مستوى المجتمع.
وذكرت أن “فرقها بذلت كل جهد لإيصال الرسائل الضرورية حول أهمية اتباع سبل الوقاية كأرخص السبل وأفضلها لتجنب وصول الجائحة لذروتها وانهيار النظام الصحي، ورغم كل الجهود المبذولة، إلا أن الالتزام بالتدابير الوقائية على مستوى المجتمع ما زال دون الحد الأدنى المطلوب، وهذا ما أوصلنا اليوم إلى حد الإشغال التام للمشافي ومراكز علاج كوفيد 19”.
وأكدت المنظمات في بيانها على أنها تبذل كل الجهود مع منظمة الصحة العالمية ومديريات الصحة المحلية والمانحين الدوليين لتخصيص مزيد من الدعم لرفع طاقة النظام الصحي في شمال غرب سوريا ومنعه من الانهيار، ولكن، كما رأينا في كل دول العالم، فإن أكبر النظم الصحية وأكثرها تقدماً لا تستطيع الصمود في وجه الجائحة دون تعاون من المجتمع وأصحاب القرار.
وفي مقدمة ذلك، فرض السلطات المحلية للتدابير الوقائية بشكل إلزامي. مضيفة: “وقد رأينا بالفعل كيف نجحت الدول التي فرضت التدابير الوقائية بحزم في منع انهيار القطاع الصحي، وإبقاء الجائحة تحت السيطرة، وهذا انطلاقاً من شعورهم العالي بالمسؤولية تجاه مجتمعاتهم”.
وقالت: إن “الكوادر الصحية ينحصر تأثيرها في العلاج والتوعية, ولذلك فإننا نعلن أن حجم الجائحة قد تجاوز إمكانياتنا بشكل كامل ونناشد كافة السلطات المحلية في شمال غرب سوريا أن تقوم بفرض كافة التدابير الوقائية على المجتمع، وندعوهم لتحمل مسؤولياتهم تجاهه وعدم تركه لمصيره المحتوم في مواجهة الجائحة، وبالتالي تجنب ترك القطاع الصحي على شفا الانهيار”.
وأشارت إلى أن “التدابير الوقائية التي نطالب بتطبيقها بشكل كامل ستسهم في إبطاء سير الجائحة نحو ذروتها إنقاذا لحياة الآلاف ومنعاً من انهيار النظام الصحي بإذن الله، وهي أفضل ما يمكن تطبيقه من قبل صانعي القرار في شمال غرب سوريا، كما أننا نأخذ بعين الاعتبار خصوصية الوضع المعيشي والاقتصادي في شمال غرب سوريا.
ولذلك فإن هذه التدابير يجب أن تشمل:
1. فرض ارتداء الكمامات وعلى كافة الناس في كل الأماكن العامة (الشوارع والأسواق والمساجد ووسائط النقل).
2. تعليق الدوام في المدارس والجامعات لحين إعلان مديريات الصحة المحلية أن الوضع أصبح يسمح باستئناف الدوام، واستبدال ذلك بدوام عن بعد حيث أمكن ذلك.
3. فرض إجراء فحص كوفيد 19على كافة الداخلين إلى المنطقة من كافة المعابر أو إبراز بطاقة تؤكد تلقي اللقاح كاملاً، ومن تثبت إصابته فيطلب منه العودة من حيث أتى لحين إثبات فحص سلبي.
4. تخفيف الازدحام في الأماكن العامة بقدر الإمكان ومنع التجمعات غير الضرورية، كالأفراح والتعازي والفعاليات الاجتماعية, يترافق ذلك مع فرض التباعد الاجتماعي في أماكن التجمعات مثل الدوائر الخدمية والمساجد.
5. أخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة في مديريات الصحة المحلية وبرنامج الإنذار الوبائي المبكر EWARN، والأخذ بتوصياتهم لفرض حظر مؤقت على القرى والمدن والمخيمات التي تتجاوز نسبة الإصابات فيها حدا يتطلب ذلك وفق النسب المعتمدة من قبلهم ريثما تخف وتيرة الإصابة.
وختمت المنظمات بيانها، بأن تطبيق هذه الإجراءات بشكل عاجل وفوري من قبل كافة السلطات المحلية في شمال غرب سوريا هو مسؤولية أخلاقية كبرى تجاه المجتمعات المحلية، مع التذكير لأهل حلب وإدلب بأن يلتزموا من تلقاء أنفسهم بلبس الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي وأخذ اللقاح في أسرع وقت خصوصاً للفئات التي لها أولوية، ونناشد كل من يصاب بالوباء أن يلتزم بالحجر الصحي حتى لا يزيد انتشار العدوى في المجتمع.
المنظمات الموقعة: (منظمة ميدغلوبال MedGlobal، منظمة الأمين للمساندة الإنسانية Al-Ameen، وحدة تنسيق الدعم ACU، منظمة عطاء الإنسانية ATAA، الجمعية الطبية السورية الأميركية SAMS، المؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية و دعم الإنسان SDI، الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA International، منظمة أوسوم فرنسا UOSSM France، منظمة بنفسج VIOLET).
(منظمة أطباء عبر القارات PAC، مؤسسة شام الإنسانية Al Sham، منظمة يدا بيد للإغاثة والتنمية HIHFAD، منظمة خبراء الإغاثة UDER، منظمة مستقبل سوريا الزاهر SBF، منظمة الأطباء المستقلين IDA، اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية UOSSM International، منظمة بهار BAHAR، منظمة إحياء الأمل HRO).
وسبق أن نشرت منظمة الدفاع المدني بياناً مشتركاً مع منظمات إنسانية وطبية، في السابع من الشهر الجاري، أكدت فيه أن منطقة الشمال السوري تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد الإصابات بفايروس كورونا، وانتشار متحورات جديدة أشد خطورة من الفيروس الأصلي، وخاصة متحور دلتا الذي يتميز بسرعة انتشاره وإمراضيته الشديدة وإصابته للأعمار الصغيرة، ووصلت إلى مرحلة إشغال تام لكافة أسرة العناية المركزة في مشافي كوفيد وأسرة مراكز العلاج المجتمعي.
عذراً التعليقات مغلقة