تفشي “كورونا”.. منظمات إنسانية وطبية شمال سوريا تدق ناقوس الخطر

إشغال تام لكافة أسرة العناية المركزة في مشافي كوفيد وأسرة مراكز العلاج المجتمعي

إلى أهلنا في منطقة شمال غرب سورية (إدلب وحلب): تشهد منطقتنا ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد الإصابات بفايروس كورونا، وقد بدأنا نشهد انتشار متحورات جديدة أشد خطورة من الفيروس الأصلي، وخاصة متحور دلتا الذي يتميز بسرعة انتشاره وإمراضيته الشديدة وإصابته للأعمار الصغيرة.

ونتيجة للانتشار الهائل للإصابات، وازدياد أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية مشددة في مشافي كوفيد ومراكز العلاج المجتمعي، فقد وصلنا إلى مرحلة إشغال تام لكافة أسرة العناية المركزة في مشافي كوفيد وأسرة مراكز العلاج المجتمعي، ولذلك نناشدكم الله بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وأخذ هذا الموضوع على محمل الجد وخاصة الابتعاد عن التجمعات (أعراس، بيوت عزاء، ولائم) والتزام ارتداء الكمامة بشكل صحيح، والعناية بغسل الأيدي بالصابون، والتزام النظافة الشخصية، وضرورة إسراع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم من الفئات ذات الأولوية لتلقي اللقاح، إضافة لضرورة تعاون كافة الجهات المعنية بتأخير بدء دوام المدارس وتخفيف التجمعات في الأسواق والمطاعم والمنتزهات والمساجد، واقتصار عمل المؤسسات الأخرى على الحد الأدنى من الموظفين.

وإننا نخشى أنه في حال استمرار تجاهل هذه الإجراءات فإننا معرضون لتدهور كبير في القطاع الصحي حتى الوصول إلى مرحلة تكون فيها مراكزنا الطبية غير قادرة على استيعاب هذا العدد المتزايد من المرضى، خاصة أننا نعاني أساساً من إمكانيات طبية ضعيفة ونقص حاد في عدد الكوادر الطبية وهي المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بالعدوى، يُضاف لذلك جرائم النظام وروسيا في تدمير المنشآت الطبية في المنطقة.

كما تعلمون فإن انتشار وباء كوفيد١٩ تسبب في انهيار المنشآت الصحية في معظم دول العالم، فما بالكم بمنطقة تعاني أساساً من ظروف إنسانية قاسية وامكانيات ضعيفة جداً.

أخي الكريم، أختي الكريمة:

لا تكن سبباً في قتل من تحب، وتخيل جوابك لأهلك عندما يقال لك أنه لا يوجد سرير مشفى لوالدتك أو ابنك المنهكين، وهم يرفعون أعينهم إليك لتنقذهم.

كلنا أمل أن تتعاونوا معنا في تخفيف الآثار الكارثية لهذه الجائحة على أهلنا، وعلى أحبابكم، ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة للجميع.