كرّم مهرجان قرطاج الدولي في تونس الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، من خلال أوبريت موسيقي بعنوان “ماديبا” صور من خلال الرقصات والإيقاعات الأفريقية جانبا من الحياة النضالية لمانديلا.
و”ماديبا” عرف به مانديلا وصار مرادفا لشخصه، وهو لقب أرستقراطي اعتمده أعضاء كبار السن من عشيرة الملكي التي ينتمي إليها.
وتم التكريم بدورة المهرجان الـ52 من خلال عرض يلقي ظلال الفن على السياسة والإنسان، حيث يجسد مرحلة هامة من مسيرة مانديلا الذي استهل مشواره كمحام شاب مفعم بروح الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، ليتحول إلى قائد أفريقي ورمز عالمي من رموز الإنسانية، من خلال مواجهته العنصرية والتمييز بين السود والبيض.
وجمع الأوبريت بين الفصول التمثيلية والفقرات الراقصة والموسيقى، وشارك فيها 16 شابا وشابة من مختلف الجنسيات، كما أدوا خلالها 27 أغنية على إيقاعات متنوعة كالسلام والروك والبوب وغيرها.
واستهل العرض بقصة حب جمعت “هيلينا” (شابة أفريقية بيضاء البشرة) و”وليام” وهو فنان أسمر في وقت كان البيض يرفضون هذا النوع من العلاقات بين طرفين من بشرات مختلفة، لتنطلق بعدها رحلة موسيقية تبعث برسائل عن المساواة ومناهضة التمييز العنصري والدفاع عن المبادئ والحريات.
وحكم على مانديلا بالسجن مدى الحياة عام 1962 بعد أن اتهم بقلب نظام الحكم، ولكن تم إطلاق سراحه بعد أن مكث 27 عاما داخل الزنزانة على إثر حملة دولية عملت على الضغط من أجل أن يتحقق ذلك.
وتوفي ماديبا يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 2013 بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية، عن عمر ناهز 95 بعد عناء من مرض أصاب رئتيه، تاركا بصمة لدى الإنسانية بعد رحلة عقود شاقة في الدفاع عن الحقوق والسلام ومناهضة التمييز العنصري.
وتلقى مانديلا -الذي ترأس جنوب أفريقيا ما بين 1994 و1999- أكثر من 250 تكريما وجائزة واعترافا بما قدمه للإنسانية من أهمها نيله جائزة نوبل للسلام عام 1993.
*الجزيرة نت
عذراً التعليقات مغلقة