روسيا تعلن استكمال انسحاب “قسد”.. والتحاصص متواصل شرق الفرات

فريق التحرير29 أكتوبر 2019آخر تحديث :

ياسر محمد- حرية برس:

تتواصل التحركات السياسية والعسكرية من قبل الفرقاء المحليين والدوليين لحجز مواقعهم في منطقة شرق الفرات الغنية بالنفط والتي تشهد الانقسامات الإثنية والسياسية الأكبر على الساحة السورية. 

وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن اكتمال انسحاب “الوحدات الكردية” من المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا قبل الموعد المحدد. 

وأكد “شويغو” خلال لقائه نظيره الأرميني، دافيد تونويان، اليوم الثلاثاء، “اكتمال انسحاب الوحدات المسلحة من الأراضي التي ينبغي إنشاء ممر أمني بها قبل الموعد. ودخل هناك كل من حرس الحدود السوري (قوات النظام) والشرطة العسكرية الروسية”. 

وكان موقع ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على الإنترنت نشر قبل يومين بياناً جاء فيه إعلان قيادة “قسد” موافقتها على إعادة الانتشار في شمال شرق سوريا تنفيذاً لاتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا. 

إلى ذلك، وفي تفصيل جديد، قال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشنيان، في مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية أمس الاثنين، إن هناك مدينة تدعى القامشلي شمالي سوريا، وهي موطن لنحو ثلاثة آلاف أرمني. 

وأضاف: “لقد تحدثت مع الرئيس الروسي حول ذلك، وتشاركنا المخاوف، وطلبت من بوتين بذل قصارى جهده للدفاع عن مصالح الأرمن خاصة في القامشلي، خلال الفترة التي تشهد توترات شديدة بسبب التوغل التركي”. 

وشكر رئيس الوزراء الأرمني بوتين لأنه “أخذ المصالح الأرمنية الذين يعيشون في هذا القطاع من سوريا بعين الاعتبار”. 

وقال: “نأمل أن يتم تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها، واحترام المصالح الأرمنية”، مشيراً إلى أنه لدى روسيا أدوات متعددة في سوريا لضمان سلامة الأقلية الأرمنية في البلاد”. 

ورداً على التصريحات الروسية بانسحاب الانفصاليين من “المنطقة الآمنة”، قال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، اليوم الثلاثاء، إن تركيا ستقيم “منطقة آمنة” في شمال سوريا من خلال دوريات مشتركة مع روسيا سواء انسحبت وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المنطقة أم لا.

وأوضح ألتون: “حددت تركيا وروسيا مهلة مدتها 150 ساعة للإرهابيين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية لمغادرة المنطقة الآمنة. المهلة انتهت. سنقيم (المنطقة الآمنة) من خلال دوريات مشتركة سواء انسحب الإرهابيون بالفعل أم لا”. وفق وكالة رويترز. 

إلى ذلك، وفي موقف سياسي تهدف منه إلى اللفت لوجودها وأهميتها في معادلة التسوية السورية، جددت “الإدارة الذاتية” لإقليم (روج آفا) الانفصالي شمال شرقي سوريا رفضها للجنة الدستورية السورية، وذلك قبل يوم من أول اجتماع لها في مدينة جنيف السويسرية. 

ونشرت “الإدارة الذاتية” بياناً اليوم الثلاثاء، قالت فيه “نعلن بأننا غير معنيين مطلقاً بالنتائج التي ستصدر عن أي لجنة أو لقاء، دون وجود إرادة شعبنا السياسية”. 

وأضاف البيان: “نطالب العالم أجمع بمواقف مسؤولة حيال هذه السياسات الإنكارية بحق شعبنا الكردي، وعموم المكونات، وجهودهم في القضاء على التطرف”. 

وكانت “الإدارة الذاتية” اعترضت على “اللجنة الدستورية” فور إعلان تشكيلها بزعم أنها لا تضم ممثلين عنها. 

وتبقى ميليشيا “قسد” موجودة في عمق الجزيرة السورية ومسيطرة رفقة القوات الأميركية المتبقية في سوريا على أهم وأكبر حقول النفط في البلاد، وهو ما يعد ورقة استراتيجية يمكن التفاوض عليها، خاصة وأن أميركا أعلنت أنها تعتزم البقاء والسيطرة هناك “لأخذ حصتها من النفط”، ومعلوم أن واشنطن تفضل الاعتماد على الانفصاليين في تلك المهمة، وهو ما يعطيهم إمكانية العودة إلى لعبة التفاوض على وضعهم مجدداً.  

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل