حين تنبت شقائق النعمان في المخيمات

فريق التحرير5 أكتوبر 2019آخر تحديث :

علاء الدين فطراوي – إدلب – حرية برس:

ذات الشعر الأحمر .. هكذا يعرفها أهالي مخيم حارم الذي يقع في ريف ادلب الشمالي، واذا سألت عن الطفلة سوسن سيجاوبك معظمهم: “من، ذات الشعر الأحمر؟”

هي طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، تعيش مع عائلتها في مخيمات حارم بعد أن نزحوا قبل أعوام من ريف حلب الجنوبي هربا من قصف قوات الأسد وروسيا.

تكاد ابتسامتها لا تغيب عن محياها رغم كمية الألم والمعناة التي تعيشيها مع معظم قاطني المخيم، فتكاد أن تكون مثل زهرة شقائق النعمان في أرض قاحلة سمتها القهر والجوع والحرمان، وعنوانها صمود على المصاعب ومقارعة مكاره الحياة بالجمال.

لم تكن تعلم الزهرة سوسن أن طفولتها ستتفتح في مخيمات بائسة وحزينة، تمزقها أشعة الشمس صيفا وتغرقها امطار السماء في الشتاء، فتراها تتنقل من خيمة إلى اخرى تبحث عن من يلاعبها، وكم فرحت عندما وجهت لها الكاميرا وطلبت منها الثبات لأني سألتقط لها صورة.

إنهم كُثر، أطفال مثل سوسن تفتحت أعمارهم وأينعت وذبلت وسط هذا البؤس بين الخيام، فمتى يزول عنهم الظلم وترجع ضحكاتهم تملأ الحدائق وتطرب لصداها الأزهار!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل