المتآمرون لا ينامون

عبد الحميد الشدة18 أغسطس 2019آخر تحديث :
المتآمرون لا ينامون

القصف والقتل والعمليات العسكرية مستمرة، لكن المؤامرة السياسية على الثورة لم تهدأ لحظة، فقط غيرت أسلوبها، وفي موازاة الآستانة هناك عملية تأسيس اللجنة الدستورية قائمة على قدم وساق لكن بعيدا عن الأضواء.

تحصل اجتماعات في جنيف وزيارات بين العواصم من دون مؤتمرات صحفية ومن دون بيانات إعلامية، فهم المتآمرون أن الظهور الإعلامي يعيق من حركة التفاوض والتنازلات، ولهذا فهم قاموا خلال الفترة الماضية بالعمل في الخفاء على تثبيت أسماء المئة وخمسين شخصية التي ستتألف منها اللجنة الدستورية والمنتمية إلى “المعارضة” المعروفة، وعلى رأسها “نصر الحريري” وإلى النظام وإلى ممثلين لما يسمونه “المجتمع المدني” الذين اختار معظمهم “ديميستورا” بطريقة مريبة.

عدد كبير من المختصين الحقوقيين والسياسيين أعلنوا رفضهم التام لفكرة وجود اللجنة موضحين أن الأزمة السورية ليست من طبيعة دستورية وأن الدستور الشكلي ليس له أية قيمة ويستطيع النظام تجميده عند الحاجة ورميه في أقرب حاوية قمامة، وأكدوا أنه لايمكن الكلام عن دستور في ظل الديكتاتورية وفي ظل الإحتلالات الأجنبية وأنه لايمكن الوثوق بالنظام الذي قام مع الروس والإيرانيين بارتكاب أفظع جرائم الحرب ولم يعط أي اعتبار للقوانين وللاتفاقيات الدولية.

وكالعادة القوى والأشخاص المتواجدون في “المعارضة الرسمية” يمقتون سياسة الكرسي الفارغ ولذلك فهم لايتركون أي نشاط أو إجتماع من دون مشاركة فيه حتى لو كانت الوجبات تخرج منها رائحة الدم السوري.

هم يزعمون أن المصلحة العامة تحتم عليهم أن يكونوا دائماً متواجدين في المناسبات كلها، بعض المشككين يتهمونهم بأنهم يخشون أن يتم توزيع الكعكة في غيابهم وأن تفوتهم المحاصصة التي لايعرف وقت حصولها أحد.

باختصار فهم الذين يمسكون خيوط اللعبة أن التقية هي أكثر فاعلية من الاستعراضات الإعلامية، خاصة وأن قوى سياسية معارضة هي متعودة على التقية التي هي جزء من عقيدتها، على شاكلة فئات النظام.

أكثر من مرة تسرب خبر الاتفاق على المئة وتسع وأربعين شخصية وأن شخصية واحدة لم يتم يتم الإتفاق عليها فالروس والأتراك يختلفون عليها “بقوة”.

المعارك العسكرية مستمرة وقصف المدنيين وتهجيرهم أيضاً في إطار التغيير الجغرافي المستمر منذ ثمان سنين، وفي  الوقت نفسه هناك جاهزية لطرح هذه اللجنة إذا استجد أمر أو تغيرت الظروف.

هناك في بعض الدول مايسمى بحكومة الظل وفي حالتنا توجد دائما “مؤامرة ظل” جاهزة، اللجنة الدستورية هي استمرار في المؤامرة الضباعية على الشعب السوري، أدنأ المشاركين فيها هم الذين يدعون تمثيل الثورة والسوريين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل